مثلما تلاقى الزعماء من كل الأقطار العربية واللاتينية، ضمت قائمة الطعام في حفلة العشاء التي أقامها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تكريماً لرؤساء وفود القمة الرابعة ل22 دولة عربية و12 دولة من أميركا الجنوبية في مدينة الرياض، أصناف طعام عدة جمعت بين المطبخ السعودي والعربي من جهة، وبعض الأصناف الشائعة في دول أميركا الجنوبية. فالمقبلات الساخنة والباردة، وخروف الغوزي مع الرز من أبرز ما تصدر القائمة، ولا يُعرف ما إذا كان أصل كلمة «غوزي» عربياً أم لا. كما كان هناك «الجريش»، الذي يُنتج من خلط القمح القاسي والصلب المجروش، وليس المطحون، مع مرقة اللحم والكمون، وهي أكلة شائعة في السعودية، إضافة إلى «القرصان»، الذي يُعد من الدقيق المنخول، وله مسميات عدة في السعودية، تعتمد على نسبته إلى المناطق، فمنه «القصيمي» و«النجدي»، وغيرهما. كما ضمت القائمة سمك «الهامور» الذي تشتهر به المنطقة الشرقية. كما أن خاصرة لحم العجل مع الجزر، و«الاسبراجوس» وصلصة الزعتر مع صدر الدجاج محشوة بالطماطم والريحان، التي تضمها القائمة، تجمع أذواق دول عدة مشاركة في المؤتمر، خصوصاً بعد تزامن المؤتمر مع رفع حظر الهيئة العامة للغذاء والدواء عن لحوم الأبقار البرازيلية. وضمت القائمة المسربة عن مطبخ المؤتمر كيك الشوكولاتة، وتارة جوز الهند، وتشكيلة من الحلويات الشرقية والغربية، وأصابع الشوكولاتة، إضافة إلى شرائح الفاكهة الطازجة التي ينتهي معها فقرات الطعام. يُذكر أن الإتيكيت الخاص بمعظم الديبلوماسيين يشمل تناول كمية قليلة من الطعام في المناسبات الرسمية، أو حتى الحضور من دون تناول أي طعام. وعلى رغم تباعد المسافات بين العرب واللاتينيين، إلا أن المطبخ اللاتيني تأثر بنظيره العربي، من خلال المهاجرين العرب (الشوام تحديداً)، الذين هاجروا إلى بلدان في أميركا اللاتينية خلال القرنين الماضيين، ونقلوا معهم أكلاتهم العربية التي امتزجت مع مطابخ البلدان اللاتينية. وربما سبق الحضور العربي في الطبخ اللاتيني المهاجرين العرب، وذلك من خلال تأثر هذه البلدان بالمطبخ الإسباني، الذي تأثر بالمطبخ الأندلسي، وحضور العرب في شبه الجزيرة الأيبرية. وفي المقابل؛ يسجل المطبخان اللاتيني والبرازيلي على وجه الخصوص، حضوراً في الأكلات العربية، وإن كان حضوراً خجولاً.