شعر- فيصل نقاء ترمدي يا(عيون مرايتي)…هي لحظة فارقة تتحرك في فضاء،لا كأي فضاء،إنه عالم المرآة،اذ تعكس الدهشة لتجبرك على المتابعة والدخول مع الشاعر في ذات اللحظة والشعور به ومعه حين ينعدم بصره إلا من تلك الواقفة بجلال وصمت وإيحاء منقطع النظير،المرآة،التي هي العمق الذي نبصره لجلد الذات..النص هنا يحفر عميقا في مرآة الذات،يستلهم العودة للطريق الذي ربما يشع ولو بحفنة ضوء،قادرة على تبديد شيء من العتمة فكل الطرق مجدبة ولعلنا في الضوء نهرب منها اليها،لكننا في نهاية المطاف نقف مواجهين لتلك الصورة فتثير فينا المواجع،لكنها حتما سترتب فينا الأحاسيس،وهو ما يعطي لهذا الوجع نكهته،فمالم تقله لنا الحياة تقوله المرايا وبكل صدق ونصاعة,ولكي يتم تشييد بنائه بصمت يتوازى مع هذا العالم يتقمص الشاعر الحديث بغموض حتى يقتنص تلك الأمنيات الهاربة لأحاديث متشابهة تجرها الذاكرة فيباغتها بين الحين والآخر بنظرة أمل،تتغير فيها إشارات العيون وتكشف خفايا أخرى تشعره بالبهجة,لكن الظلام الدامس يهزم حتى المرايا أحيانا ليعلن الشاعر الحقيقة المرة وهي سعية الدائم خلف العمر،يسعى في متاهات يحرثها بمعصمة عله يصل لطريق يشعر فيه بالأمان،لكنه وفي كل مرة يواجه سرابا وحسرات،يمشي في خطوات ثكلى،خائبة،يناجي فيها العتمة تارة،ويناجي فيها المرايا تارة أخرى،وفي محاولة للهروب من براثن ذلك السؤال يقوم بقذفه في ذلك الظلام..مدري انا مين…ولأية حياة أنتمي…يلتفت لنفسه يهذبها ثم ينتشلها إلى خطوات غير مسبوقة لاتخلو من رصانة في المعنى والمبني،في استهلال وحركة مشهدية حرة التأويل، تنتقل من صورة الى أخرى،في عرض يكتنفه الغموض الذي يحفز الوضوح ويبرزه اكثر واكثر ،في متوائمة يتضافر فيها العقل والقلب معا،ليتركا بينهما فاصلة هي العمر بكامله، وبكيفية تستوعب كل تناقضاته،بينما لا تكف محاولاته في الاحتفاظ بالصورة وان كانت موجعة كي يشعل بها فتيل الذاكرة والبوح الدائم،يشحنها ليمشي طريقه في مواجهة دامية بينه وبين سباع الزمن…مشهد متدفق يثير فينا التساؤلات ومدى التطابق بين العين والمرآة وعلاقتهما في رسم خطوط تتوافد منها أجسام يراها كخيال/كزول..وإن شفت لي زول يحمل في جيوبه متاع…يراوده الخيال على جناح السواد تهتز له المشاعر كلما لاح يقترب منه الشاعر عله يبلل القلب بشئ من الطمأنينة..نص متعمق الرؤية والرؤيا حاول تكثيف الضوء حول عتمة الحرف ليخلق لغة النور التي يستنطق منها جمال النص بتراكيب ناضجة تدعو لترقب المزيد من هذا النضج الكتابي على مدارج النور والأدب من ذات الشاعر وذات السياق. عيون مرايتي ترمَدي يا(عيون مرايتي)..بالضياع لا تاخذيني ب صدر العاطفة,وإقْدمي على غريبك..وفلّي للطريق الشراع خوذي عيوني,كلامي,وجنتيني,دمي تأمليني ب قدرالصمت,والمستطاع واستقبلي(شطر زولي)وإسْجدي واسْلمي إملي سواد التساؤل..بالفجوج الوساع واستيسري(إي معنى)يحتوية..قْلمي ملّيييت أحسّ إن وجهي فوق وجهي قناع وملّيييت اسولف ل دربي عن صواب قْدمي على جناح السواد,وخللللف حلم الشعاع مدري أنا مييييين ول أيّة( ضباب)أنتمي أمشي ب وجهه ل وجهه كل ابوها وداع عصاي يدّي..واقدّي يدّي ب خااااتمي وان شفت لي زول يحمل في جيوبه متااع رفعت يدي أصوّووت:يا آدمي يا آدمي أرجوك وقّف معاي أطفال صدري جياااااع بالله..أبي لو(فتاتة علم)..أردْ نْسمي أنا من بْعيييييد ضيف وما تركت أيَ قاع الا وطيته..ولاّ حصلت(بلّلللله فمْي) جبت الدروب المليّة بالشقى والسّبااااع وطردت كل البروق اللي طْلعت لي ضِمْي حفرت صخر العقل والعقل بالصخر ماع كأنني كنت أجررررّ البحر في معصْمي تعبت واتعبت ركباني,وكلللل أجتماااع ما بين عقلي وقلبي,فيه غصب ارتمي ما صرت كاسب جواب ولا مبدد صراع ولا مصادق طريق..وعارف ٍ مُعظمي قطعت الايام..شعر ابيض,وقلبٍ شجاع ووجيه بكر..ونوايا بالخطر تحتمي عمري تمضحل وصيته ب المتاهات شاع والعمر وشهو إذا مااااا كان لي به سمْي ومع آخر الخطوة الثكلى,ب كلّ اقتناع إني ولو كان(سابق خطوتي)مُعْدمي مازلت اطالع بوجهي في عيون الضياع مدري أنا مين..ول أيّة..حياة انْتمي!