من المعروف عليما أن الموسيقى تؤثر بشكل كبير على مشاعر الإنسان العاطفية ومعدل ضربات القلب وضغط الدم لديه، إلا أن دراسة ألمانية حديثة أظهرت أن تأثير الموسيقى على المرأة الحامل يفوق بشكل كبير تأثيره على الأشخاص العاديين، ويمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل ملحوظ لديها. وقالت الدراسة -التي أجراها مجموعة من الباحثين في معهد ماكس بلانك في مدينة مولهايم على الرور في ولاية شمال الراين وستفاليا في ألمانيا- إن تأثر المرأة بالموسيقى بنوعيها المرح والحزين يزيد بشكل كبير أثناء الحمل، فتبدو الموسيقى المرحة أكثر مرحاً والحزينة أكثر حزناً بحسب ما أورد موقع ميديكال دايلي الطبي. وتم خلال الدراسة تعريض مجموعة من النساء الحوامل وغير الحوامل لمقاطع موسيقية مدة كل منها 30 ثانية، وتتغير بشكل متكرر من موسيقى مرحة إلى أخرى حزينة، وطلب من كل متطوعة تقيمهم هذه المقاطع الموسيقية. وأظهرت النتائج أن النساء الحوامل كن أكثر تأثراً بالموسيقى من غير الحوامل، كما ازداد عدد ضرب القلب لديهن وارتفع ضغط الدم بشكل ملحوظ أثناء الاستماع إلى الموسيقى. وعلى الرغم من أن الموسيقى الحزينة لا تسبب ارتفاعاً حاداً في ضغط الدم كما هو الحال مع عوامل الإجهاد الأخرى، إلا أنها تسبب ارتفاعاً ملحوظاً في ضغط الدم لدى المرأة الحامل وفقاً لما ذكر الدكتور توم فريتز الذي أشرف على الدراسة. في البداية اعتقد الباحثون أن سبب ذلك يعود إلى ارتفاع نسبة هرمون الأستروجين في الدم أثناء الحمل، إلا أن النساء غير الحوامل اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل والتي تؤثر بدورها على مستوى هذا الهرمون لم يبدين نفس التأثر بالموسيقى، وهذا ما جعل الباحثين يعتقدون بأن هناك أسباب فيزيولوجية أخرى ترافق الحمل تسبب هذا التأثير. يشار هنا إلى أن دراسة أمريكية سابقة نشرت في فبراير من عام 2013م، حذرت من مشكلة ارتفاع ضغط الدم عند السيدة الحامل، مؤكدة أن إصابة السيدة بضغط الدم المرتفع في مرحلة ما من الحمل تجعلها أكثر عرضة للوفاة بأزمة قلبية في مرحلة متقدمة من العمر خمس مرات أكثر ممن لم تُصَب بتلك المشكلة أثناء الحمل. كما تؤكد الدراسة أن الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء فترة ما من الحمل تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الكلى والبول السكري بجانب مشاكل القلب. وتم في هذه الدراسة -التي نشرت نتائجها في جريدة Circulation- تصنيف جميع السيدات ممن لا يعانين من مخاطر منخفضة في الحمل، وقد تم اختيار السيدات اللاتي وضعن أطفالهن عام 1966 وتمت متابعة حالتهن لأربعين عاماً تالية. وقد تبين أن السيدات اللاتي أصبن بارتفاع في ضغط الدم كنّ أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب في مرحلة لاحقة من حياتهن مرتين أكثر ممن لم يعانين من تلك المشكلة طوال فترة الحمل. كما تبين أن من سجلن ارتفاعاً في ضغط الدم ولو مرة واحدة أثناء الحمل يكنّ أكثر عرضة للوفاة بأزمة قلبية مرتين إلى خمس مرات أكثر ممن لم يصبن بهذه المشكلة.