أكد علماء أثريون من اليابان وبريطانيا وأستراليا على هامش ملتقى آثار المملكة الأول أن الاستيطان البشري في الجزيرة العربية كان مقدمة للأنشطة البشرية في بقية العالم القديم، مستندين على دراسة بعضاً من الحفريات التي كشفت عن أن استيطان البشر في الجزيرة العربية قبل ما يقرب من 120 ألف عام، وذلك بسبب وجود مظاهر الحياة في حفريات ما قبل التاريخ والمتمثلة في نحو 10 آلاف بحيرة ونهر وغابات وحشائش وحيوانات وطيور. وأوضح الباحث في معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة كانازاوا, رئيس فريق الحفريات في جبل جهيرة (الأردن)، ورئيس الفريق العلمي لتتبع الأنماط الرعوية القديمة في منطقتي الجوف وتبوك الدكتور سوميو فوجي : إن الجزيرة العربية كانت أرض متجانسة من حيث الاستيطان البشري في عصور ما قبل التاريخ، مبيناً أن دراسة الحفريات والآثار في مناطق المملكة المختلفة في عصور ما قبل التاريخ، دليل إثبات أن شمال الجزيرة العربية كانت امتداداً تاريخياً لجنوبها. واستعرض الدكتور سوميو فوجي صوراً لحفريات ومعثورات أثرية من منطقة وادي شرما تكشف عن مرحلة الاستيطان المبكر في شمال غرب المملكة، مشيراً إلى أن الفريق العلمي توصل لدلائل تفيد أن العصور القديمة شهدت أنشطة بشرية في الموقع مثل الزراعة والرعي والصيد وغيرها، وهو ما يؤيد أن الجزيرة العربية كانت خضراء كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم . وقال سوميو : إنهم اكتشفوا حفريات لأماكن سكن قديمة في عصور ما قبل التاريخ، وهي شبيهة لأماكن الاستيطان الموجودة في جنوبالأردن، وأنها كانت تستخدم كمعسكر شتوي لسكان الجزيرة العربية في هذه الفترات، لأن دراسة الحفريات بينت أن استخدامها البشري كان بصورة موسمية. وفي ذات السياق أشار عالم الآثار بالكلية الملكية في لندن بإنجلترا الدكتور بول بريز، إلى أنه استخدم خصائص الاستشعار عن بعد وأساليب ونظم المعلومات الجغرافية للتحقق من المواقع الأثرية في الصحراء الغربية وفي منطقة الربع الخالي بالجزيرة العربية، كاشفاً عن وجود أكثر من 10 آلاف بحيرة في المملكة في عصور ما قبل التاريخ، وهو ما استطاع إثباته بالسجلات البيئية القديمة وصور الأقمار الصناعية. ورجح الدكتور بول أن يكون الإنسان قد بدأ الاستيطان البشري بالجزيرة العربية في منطقة جبة التابعة لحائل، مؤكداً في الوقت نفسه أن الاستيطان البشري في هذه المنطقة بدأ قبل مراحل الاستيطان في أفريقيا، مبيناً أنه قام بدراسة مناطق شرق وشمال غرب إفريقيا، وتحليل الحفريات الموجودة فيها، ووجد أن الإنسان الموجود في هذه المناطق جاء إليها من الجزيرة العربية قبل مائة ألف سنة. وأكد عالم الآثار بالكلية الملكية في لندن أنه جمع من شمال غرب وجنوب شرق المملكة نحو 7 آلاف حفرية رسوبية تعود أغلبها إلى العصر البليوسي، وأن مقارنة الحفريات بصور الأقمار الصناعية، أظهرت وجود نحو 10 آلاف بحيرة في شمال غرب المملكة و8 آلاف بحيرة في منطقة الربع الخالي يقارب عمرها 50 ألف سنة. وقال بول بريز : إن الصور والحفريات أثبتت أن الإنسان موجود في الجزيرة العربية منذ 80 ألف سنة، وهو ما استدل عليه من دراسة العظام البشرية التي عثروا عليها، ودراسة المناظر البيئية القديمة، مثل اكتشاف وجود حشائش السافانا على شواطئ البحيرات القديمة, مؤكداً أن الآثار مرتبطة بالإنسان وبالنشاط البشري، وأن كل مجموعة من الحفريات ترتبط بعصر معين. واكتشف أن دراسة الحفريات في الجزيرة العربية والشام وشبه جزيرة سيناء متشابهة، بما يعني أن البشر بهذه المناطق في عصور ما قبل التاريخ كانوا يذهبون إلى الجزيرة العربية سواء للاستيطان أو التجارة . // يتبع // 20:40ت م
ثقافي / أثريون عالميون : الاستيطان البشري في الجزيرة العربية منذ 120 ألف عام/ إضافة أولى واخيرة وأوضح الدكتور عالم الجيوبيولوجي بكلية العلوم البيولوجية والأرض والبيئة في جامعة نيو ساوث ويلز الاسترالية الدكتور ماثيو ستيوارت، عن أدلة لحياة شاملة في الجزيرة العربية قبل مئات الآلاف من السنوات، موضحاً أنه عمل مع فريق عمل من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وعثروا على حفريات لحيوانات منها ما هو مرتبط بالماء، وما هو مرتبط بالغابات، ومنها المتوحش والأليف، ومنها حيوانات يأكل الإنسان لحومها، مشيراً إلى أنهم وجدوا حفريات في شمال غرب المملكة لبعض الحيوانات التي يأكلها الإنسان والمتربطة بالماء مثل البط والأسماك. واستعرض ماثيو ستيوارت صوراً لحفريات متنوعة تعود لعصور ما قبل التاريخ ومنها حفرية لسمكة (مائية) طولها 170 سم، وحفريات لأفيال (غابات) أبرزها موضع قدم الفيل الإفريقي والتي تعود إلى 300 ألف سنة، و100 حفرية لأفيال مستوطنة في الجزيرة العربية أكبر في حجمها من حجم الفيل الإفريقي، وحفريات لغزلان (رعاة العشب)، وتم اكتشاف كهفين يؤيدان تواجد الذئاب، والذئب الإفريقي الكبير، والفهد. كما قدم الدكتور ماثيو عرضاً لصور حفريات عبارة عن أثر أقدام بشرية يرتبط حجمها بعصور قديمة ترجع إلى 120 ألف سنة، بما يعني أن الاستيطان البشري في الجزيرة العربية يعود إلى هذه الفترات , مؤكداً أنه تم التوصل إلى حفريات حيوانية وبشرية وعشب وغابات وبحيرات في الجزيرة العربية، لتثبت هذه الحفريات أن الجزيرة العربية كانت خضراء وأنها مرت بمرحلة جفاف أدت إلى اختفاء كل هذه المظاهر.