(الباص رقم 9) الذي كان يقل مبتعثا سعوديا من منزل العائلة البريطانية التي كان يقيم عندها إلى معهد اللغة، هو المشهد الذي بقي حاضرا في ذاكرة ياسين الصالحي العائد أخيرا إلى السعودية، وجعله يدخل في مجال الرواية من خلال رصد مذكرات ومشاهد عن حياة السعوديين عايشها في بريطانيا. الكتاب الذي بات جاهزا للطرح في المكتبات هو الأول للصالحي، ويحتوي على مواقف اجتماعية متعددة وقصص لطلاب سعوديين وأجانب تحمل كثيرا من المفارقات، ويقول الصالحي الذي ابتعث بواسطة مؤسسة التدريب المهني: “لم أشأ أن تمر هذه التجربة دون الكتابة، وحاولت أن أستفيد منها وأغير معها حياتي، فقد كتبت عن خطوط الالتقاء فيما بيننا وعن التباين بين قريتي في الساحل الغربي ومدينة الريف الإنجليزية، وعقدت عددا من المقارنات بينهما، واعتبرت أن أي تغيير في وجه الأرض هو تغيير للحياة واستجابة للحياة المدنية”. وعن سر (الباص 9) يجيب: “كنت سأكتب تحت (خواطر خالية من الكحول)، لكن ذلك بدا لي مستهلكا، فأبدلته ب(الباص) الذي ألفته وأحببته”. وذكر أنه حرص على تسليط الضوء على الجوانب المضيئة في حياة المبتعثين السعوديين وإغفال بعض الجوانب السلبية التي كانت ستعطي روايته أبعادا مشوقة. وتمنى أن تكون روايته التي يؤكد أنه لا يبحث من خلالها عن الشهرة مرجعا للمبتعثين السعوديين والمتجهين إلى بريطانيا لمعرفة طبيعة البلاد والطريقة التي يمكنهم العيش فيها بسلام.
