كشفت دراسة حديثة أن مشكلة النقل والمرور تظهر بشكل أكبر في جدة عن غيرها من المدن السعودية؛ نظرا إلى ازدياد عدد السكان الذي وصل إلى ثلاثة ملايين نسمة بمعدل نمو يفوق 4 في المئة، ووجود أكثر من مليون مركبة عاملة على الطريق، إضافة إلى أكثر من ستة ملايين رحلة يقطعها السكان يوميا. وأكدت الدراسة التي أعدها الدكتور عبدالرحيم الزهراني أستاذ هندسة النقل والمرور بجامعة الملك عبد العزيز، والدكتور عبدالعزيز عسيري مدير تخطيط النقل والمرور بأمانة محافظة جدة، تحت عنوان (استراتيجية مقترحة لمعالجة قضايا النقل والمرور في المدن الكبرى: مدينة جدة حالة دراسة)، أن ميناء مدينة جدة الجوي يستقبل أكثر من عشرة ملايين مسافر أغلبهم من الحجاج والمعتمرين، وكذلك البحري يستقبل أكثر من 60 في المئة من واردات السعودية، كما تسيطر عليها حركة السيارات؛ حيث يستخدم السكان السيارات الخاصة بما نسبته 93 في المئة من تنقلاتهم، فيما يمثل النقل العام أقل من 1 في المئة من الرحلات اليومية. من جهته، أوضح الدكتور عبدالعزيز عسيري أن الأمانة أنهت استراتيجية واضحة المعالم لحلول تشغيلية وتنظيمية وتخطيطية على المرحلتين العاجلة والآجلة بتكلفة إجمالية تزيد على ملياري ريال، مبينا أن أهم مخرجات الوثيقة تحديد 90 موقعا تتكرر بها الاختناقات المرورية بهدف إنشاء جسور وأنفاق ترمي إلى تقليل زمن التأخير، ورفع مستوى السلامة المرورية. ويجري حاليا تنفيذ مشاريع على 18 تقاطعا منها. وقال الدكتور عسيري إن الدراسة اقترحت عددا من الحلول، منها ما هو على المدى القصير خلال السنوات العشر المقبلة، وتتمثل في حلول تنظيمية بتغيير المواقع الحرجة لبعض استخدامات الأراضي، وتسعير مواقف السيارات للمحاور المزدحمة، وتعزيز مبادرات القطاع الخاص، وتتمثل كذلك في رفع كفاءة بعض المحاور، ودراسة التأثيرات المرورية مع عمل تعداد يدوي وآلي لأحجام الحركة المرورية.