مهم جدا أن نحدد موقعنا قبل أن نختار أي اتجاه.. وهذا ما تفتقده الكثير من الآراء الرياضية سواء تلك الصادرة عن مسؤولين رسميين أو نقاد كرويين أو جمهور انفعاليين.. غير أن أخطرها تلك الصادرة عن مسؤولين رسميين؛ لأنهم هم الذين يتخذون القرار. الرسميون يعودون أحيانا للتفتيش بالأوراق القديمة واستعادة تاريخ الأمجاد، ويبنون تصريحاتهم وتصرفاتهم على أن الكرة السعودية تتزعم القارة وأن ما يحدث مجرد كبوة.. بينما في حالات أخرى يقولون إن هذا واقعنا الحالي وينبغي علينا التعامل معه.. في اعتقادي الشخصي أن الاحتفاء الكبير بالفوز على تايلاند يفصح عن موقعنا الفعلي مقارنة بمنتخبات مثل لبنان والأردن والبحرين..! إدارة المنتخبات تنظر من هذه الزاوية «حسب ظني» لكنها لا تستطيع التخلي عن دبلوماسيتها، حيث يحتم عليها الوضع موازنة حتى الحرف والكلمة.. ويقيني أن أي شخص لو أصبح مكان محمد المسحل لن يعمل أكثر مما عمله الرجل؛ لأنه في الأخير يتحرك وسط جو صاخب وفي إطار ظروف لا يستطيع تجاوزها.. أعني ظروف التردي الفني الذي وصل له الفريق وظروف الصلاحيات. تعادل عمان ماض يجب ألا نتوقف عنده كثيرا؛ لأنه يشابه ما حدث أمام كوريا الشمالية قبل سنتين.. وحتى لا يسارع أحد ويقول أين التغيير؟ أقول إن التغيير حدث لكن الحكم على ريكارد أو المسحل أو المعجل سيكون ظالما إذا ما صدر دون مراعاة ضيق الوقت وزحمة المشاركات. أخيرا .. الضجة التي أثيرت حول «المبالغة» في الفرح وتدبيل المكافآت تعكس نبض الشارع الرياضي الذي لا يطمع حاليا بإنجاز قدر ما يبحث عن تغيير جذري في آلية العمل، وهي، أي الضجة، انعكاس لتطلعات الجماهير السعودية التي لا تزال تؤمل بفكر عصري يقوده الأمير الشاب نواف بن فيصل، والذي نتمنى أن يبني على إيجابيات الماضي الذهبي وينعتق من كل سلبياته..! ينبغي أن نحدد موقعنا جيدا.. وأن يستمر التخطيط والعمل سواء خرجنا من مجموعتنا أو انتصرنا على أستراليا.. وربما تكون مهلة الثلاثة أشهر القادمة نعمة كبرى كي يستمر العمل الأفقي بعيدا عن المبالغة بالاحتفالات أو المبالغة بالتحطيم..!