ذهب الاتحاديون إلى كوريا وهم يتشبثون بأهداب الأمل مع أن المعطيات كلها كانت توحي بوضع شبه «ميؤوس منه».. ولم تمر أول عشر دقائق إلا والجميع يقرؤون عنوان خروج العميد بالخط الأحمر، فنايف هزازي كان مفتاح الفريق بجدة، ورأس حربة الحلم هناك، لكنه فقد أعصابه في لحظة وأفقد الملايين أملهم بالتأهل لتنقلب الحسابات ويصبح الطموح مجرد «تجنب خسارة موجعة». الاتحاد فرط بحظوظه على أرضه وبين جماهيره، وارتكب لاعبوه عددا كبيرا من الأخطاء الساذجة التي كانت نتيجتها خمسة أهداف سجلت جميعها بطريقة غريبة.. هذا لا يعني أن جيونبك لا يستحق التأهل أو أنه فريق سهل، لكن يعني أن لاعبي الاتحاد أهدوه في الذهاب والإياب عددا وافرا من الأهداف السهلة، الأمر الذي يعكس خللا في عملية التهيئة النفسية وانعكاس الضغوط على اللاعبين داخل الميدان، دون إغفال أخطاء ديمتري البينة. حينما تجتمع كل هذه العوامل وأنت تخوض لقاء قاريا مهما لا بد أن تكون النتيجة هي «الخروج المر» ولا بد أن يكون لهذا الخروج المر تداعياته، وقد بدأت هذه التداعيات مباشرة مع الحديث عن انزعاج جمال فرحان واحتمال تقديم استقالته ما لم يسبق ذلك إعلان رحيل العجوز البلجيكي العنيد، ولعل من حسن حظ الاتحاد أن هذا الارتباك سيتزامن مع فترة التوقف القادمة ووجود رصيد من اللقاءات المؤجلة.. وهذا ربما يساعد إدارة اللواء محمد بن داخل ويمنحها فرصة التصحيح ثم الانطلاق من جديد. أهم ما ينبغي على إدارة الاتحاد فعله هو وقف التداعيات واستيعاب الصدمة ثم السعي للتعاقد مع جهاز فني مناسب ومنح الأسماء الشابة فرصة صناعة اتحاد العقد الجديد مع المحافظة على البناء الأساسي الذي رسخ شخصية العميد كواحد من أبرز أندية آسيا حتى وهو يكرر التعثر قبل الذهاب بقليل.