في الحياة من التجهم ما يكفي.. وفي الرياضة من الحساسيات ما يحيلها أحيانا لمعارك ساخنة «مليئة» بالتشويه والظلم، «ويفرغها» من كل مضامينها الأخلاقية والإنسانية.. لهذا يبدو الوسط الرياضي المحلي بحاجة لأسلوب يساهم في تلطيف قضاياه وخلافاته خاصة عند التطرق لمواضيع جادة مثل لائحة العقوبات الأخيرة والتداعيات التي تلت نشرها. الفكاهة كما يقال «لون أدبي هزلي يقوم على النقض المضحك ويعتمد أساليب المبالغة الفنية»، والحس الساخر موهبة نادرة في زمن سيطرة الثقلاء على المسرح الرياضي وطغيان التنظير اللزج والطرح الانفعالي السطحي. الأمير عبدالرحمن بن مساعد كان محور الكثير من التعليقات خلال الأيام الماضية على خلفية تصريحات الرئيس العام لرعاية الشباب، ومع اليقين بأن لكل إنسان قناعاته وطريقته إلا أن المؤسف هو أن بعض التعليقات أو المقالات حاولت اختطاف تصريح الأمير نواف بن فيصل وتوجيهه ضد «رئيس الهلال». لن أدافع عن موقف الأمير عبدالرحمن بن مساعد فهو لا يحتاج دفاع، والمتلقي الرياضي يعرف أنه واحد من الأسماء الأدبية البارزة التي تتكئ على ثقافة واسعة وبلاغة نادرة وموهبة رائعة إضافة لحس نقدي ساخر عادة ما يغلف به آراءه الرياضية حتى يوصل للآخر رسالة بأن الأمر لا يحتمل أخذه بجدية. إن خفة الظل أو الظرف «بفتح الظاء والراء» هبة من الله، وهي حينما تكون غير متكلفة تضفي على صاحبها جاذبية خاصة وتعطي لأحاديثه طابعا متميزا يجعلها جديرة بالاهتمام.. خاصة إذا كان يتمتع بروح الفنان.. والذين يعرفون شخصية عبدالرحمن بن مساعد الشاعر المبدع يعلمون أنه وظف أسلوبه الساخر بشكل مذهل في نصوص كثيرة وأن هذا لم يتناقض إطلاقا مع حسه الأدبي العالي، كما أنه يتمتع بحس إنساني رفيع لم يجعله يستخدم السخرية في الإساءة لأحد أو تجريحه. باختصار شديد.. السخرية مؤلمة أحيانا لكنها مطلوبة جدا خاصة إذا كانت موجهة للائحة جامدة وليست موجهة لأشخاص.. فهلا ابتسمنا قليلا!