خارج الإطار المحلي المكهرب، يتدحرج المنتخب للوراء وصولا للمركز الثامن والتسعين، فيما يجاهد اتحاد جدة من أجل تكرار حضوره الآسيوي محاولا حفظ ماء وجه كرتنا «قاريا» كما فعل قبل أعوام، لكن هل سينجح العميد في مسعاه وإكمال مسيرته حتى النهاية؟ لا أريد أن أبدو متشائما وسط الأفراح الطازجة.. لكن مواجهة نصف النهائي تحتاج إلى إعداد مختلف فيما المعطيات الحالية لا تمنح ممثلنا من الأمل سوى جرعة «نفسية» بسيطة تتعلق بتاريخه مع بطولته المفضلة، والخشية أن يفرض الواقع «الفني» للكرة السعودية نفسه على طموحات الاتحاد ويجره للوراء. المقصود ليس غياب الدعم «فهذا أمر مستبعد؛ لأن الدعم سيتحقق بالطبع» إنما أعني المحيط النفسي ومستوى المنافسة، فالاتحاد هو أكثر الأندية السعودية تعمقا وتعملقا في البطولة الآسيوية، وهو أحد أبرز أندية القارة خلال العقد الأخير، لكنه في حالات كثيرة لا يستطيع الانعتاق من إطار الإثارة المحلية بما لها من انعكاسات سلبية مؤثرة. إدارة اللواء محمد بن داخل نجحت حتى الآن في قطع مسافة لا بأس بها نحو الحلم الكبير، ولا شك أنها لن تلام فيما لو خرج الفريق؛ لأنها جاءت في توقيت حرج وكانت خياراتها محدودة، غير أن السياسة الهادئة للرئيس والعمل الإداري الجيد لجمال فرحان يدفعان نحو المزيد من التفاؤل، خاصة أن الأسابيع المقبلة ستكون حساسيتها مرتفعة وتحتاج إلى موازنة الأمور بدقة بالغة. كل التوفيق نتمناه للعميد الذي عودنا على العبور من أصعب المضايق والتحليق في فضاءات الذهب، وهو قادر بإذن الله على نصب المصيدة للفريق الكوري الخطير الذي «من وجهة نظر خاصة» أعتقد أن مواجهته ستكون أصعب من النهائي، لكنها ليست صعبة على نور ورفاقه إذا ما أرادوا ختام مرحلتهم كجيل ماسي قد لا يتكرر في تاريخ الاتحاد.