الضربة التي لا تقتلك تزيدك قوة.. هذا ما ينبغي لإدارة الأمير فيصل بن تركي أن تؤمن به وهي تخوض تحديات صعبة بعضها جاء على ركام تعقيدات تاريخية وبعضها الآخر جاء نتيجة سوء التصرف وتكرار الأخطاء والمكابرة. على رئيس النصر «الذي تتحدث الأنباء عن عودته» أن يختار بين التصحيح الفعلي المبني على رؤية عقلانية حكيمة، أو فليختر الابتعاد بدلا من العناد.. ولا يشك عاقل بأن الأمير فيصل ينبغي أن يختار الحل الأول الذي فيه إنقاذ الفريق ورئيسه، لأن اختياره للحل الآخر «أي الابتعاد» فيه هروب من المشكلات الكبيرة وتخل عن النادي.. أما إذا اختار حلا ثالثا وفضل البقاء بالأسلوب السابق نفسه فهذا يعني مواصلة الطريق بالآلية القديمة نفسها والدخول في تصفية حسابات وخوض معارك كلامية ومحاربة طواحين الهواء واختلاق أعداء، ما يوتر الأجواء أكثر ويبعد الحلول المثمرة. يتمنى الجمهور النصراوي «والرياضي بشكل عام» أن يتخلى الرئيس عن سياسة التصعيد واختلاق المشكلات «مع أطراف داخلية وخارجية» وأن يركز على تعديل ما يمكن تعديله، وأن يبدأ في إغلاق ملفات العجز المادي والمستحقات المتراكمة مع تصحيح الوضع الإداري يتبع ذلك بتعاقدات «خالية من المغامرات» مع جهاز فني قدير ولاعبين أجانب يضيفون للفريق ثم يرسم خطة إعداد ممتازة. من الغريب أن يكون في أندية كالفتح والقادسية والفيصلي أجواء مستقرة جدا، وأن تنهي أندية كالرائد والتعاون صفقات مبكرة فيما النصر يعيش أجواء مضطربة ويغرق في حيرة كبيرة بين «تسديد» حقوق لاعبيه الحاليين والتفكير بتدبير مبالغ للصفقات المحتملة!! كل هذه الإشكالات ممكن حلحلتها بتصفية النوايا، والبعد عن التصادم، وعدم إطلاق الوعود الخيالية، أما إذا اختار رئيس النصر طريقة التراشق والرد أو ما أسماه «سأكشفهم» فإنه يعيد أسطوانة العام الماضي نفسها التي لن تؤدي بإدارته وبفريقه إلا إلى النتيجة الحالية نفسها. لا يزال لأحلام كحيلان بقية، ومن حقه أن يختار مواصلة التحدي وعدم الانسحاب، لكن من يريد له ولفريقه النجاح فعلا، فعليه أن ينصحه بصدق أن يغير طريقة إدارته وألا يكرر الأخطاء والمكابرة.. أو عليه أن يكتفي بهذا القدر من الخسائر ويترك موقعه. أعرف أن مجلس أعضاء الشرف الضعيف لا يمكن التعويل عليه، وأنه يستحق كشف تضعضعه وقلة حيلته لكن هذا سيكون في موضوع مقبل بإذن الله..!