أَطَلَّ الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني، في "روتانا خليجية"، أمس، ببرنامج في الصميم مع عبدالله المديفر؛ بنصائح وجَّهها للدعاة؛ كان أبرزها: اللين وعدم الغلظة بالحديث والنظرة، والبسمة، وعدم مواجهة السلطان. وفي التفاصيل، تحدث ابن مسفر عن أبرز محطات حياته في الدعوة على مدار 40 عاماً، وشغفه أيام شبابه بالرياضة، كما تطرَّق لقصة تجنيده هو والشيخ عائض القرني إِبَّانَ حرب الكويت، وعن الحركات الإسلامية وعن حركة "داعش" التي اعتبرها أشدَّ من الخوارج.
وفي بداية الحلقة قدَّم الشيخ سعيد ثلاث نصائح للدعاة؛ أُولاها اللين وعدم الغلظة بالحديث والنظرة والبسمة، وأن الدعوة بالرفق لها وقع في نفس المتلقي كما فعل نبيُّنا موسى عليه السلام، معتبراً الرفقَ بالدعوة أمراً سامياً ومنهجاً رَبَّانياً، أمر الله به نبيَّنا موسى مع فرعون وهو كافر فكيف بحال المسلم!.
وعن مواقفه بالشدة وبداية دعوته في شبابه؛ قال: "خسرت كثيراً بسبب الشدة وقلة العلم وأفقدني ذلك الكثير من المواقع"، وعن شريطه المشهور "عندما ينحر العفاف"؛ قال إنه أصدره في مرحلة الاعتدال".
وقدم نصيحة حول مواجهة الحاكم وقال: "على الداعية عدم مواجهة السلطان؛ لأنه يستطيع إسكات الداعية، والحكيم من الدعاة يجعل السلطان معيناً له لا ظهيراً له، وأنا أوقفت فترة بسبب ذلك".
وعن حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"؛ وصفه:"بأنه الكلمة بين الداعية وبين السلطان وليس أمام الناس كما يفعل بعض الدعاة؛ كالتشهير والتجريح".
وفسَّر ابن مسفر المداهنة التي يُتهم بها الدعاة وعدم صدعهم بالحق؛ بقوله: "المداهنة: ترك شيء من الدين لدينا، والمداراة: هي ترك شيء لنيل شيء أعظم".
وتطرق للجماعات الإسلامية وهي النصيحة الثالثة التي قدمها للدعاة وعدم تحزبهم وتعصبهم لمذهب معين.
وقال: لم أَنْتَمِ لمذهب معين بل جربت أكثر من مذهب وأعجبت بجماعة التبليغ وزهدها، ولكني لاحظت بهم قصوراً فتركتهم، ثم أعجبت بجماعة الإخوان المسلمين؛ وذلك لنقلهم الدين بلغة ولم أطبقه، لكني تركتهم بعد أن دخلت على أحدهم وهو نائم عن صلاة العصر فسألته فقال: صلاة الجماعة ليست بواجبة، ودخلت على آخر فجاءت زوجته وقدمت القهوة وهي كاشفة الوجه، فسألته، فردَّ عليَّ بأن تغطية الوجه واليدين ليست بواجبة عندها تركتهم.
وعن أي المذاهب الإسلامية المحببة له؛ قال: الدعوة الصافية؛ مثل دعوة الشيخ ابن عثيمين، وابن باز، رحمهما الله .
واعتبر حركة داعش ذات أمر غريب؛ فهم يرفعون لافتات طيبة ولكن مذهبهم غامض وأعتقد أنهم أشد من الخوارج.
وعن ثراء بعض الدعاة قال متهكِّماً: "أيريدون من الداعية أن يركب حماراً حتى يكون مخلصاً، وإنْ تكسَّب بعضَ المال من بيع الكتب مثلاً فهو حق له؛ لأنه من نتاج علمه.
ولم تخلُ الحلقة من بعض المواقف الطريفة التي عُرف بها الشيخ في محاضرته وروح النكتة التي يتبنَّاها في محاضراته لشد أسماع الحضور.