أقفلت اللجنة الأمنية المشكّلة من ضباط شرطة العاصمة المقدَّسة، ممثلة في إدارة البحث والتحري الجنائي، ملف قضية النصب والاحتيال التي استهدفت، حساب "عميد متقاعد"، وتمكّنت العصابة من تحويل مبلغ 730 ألف ريال من حسابه في عملية نصب إلكترونية، وهي القضية التي انفردت بنشرها "سبق"، في 10 ذي القعدة 1434، وتحفظت على معلوماتها حتى تصديق اعترافات الجناة بالمحكمة العامة بمكةالمكرمة، في انتظار الحكم عليهم شرعياً ومن المتوقع السجن من 10 إلى 15سنة مع الجلد. وتشير تفاصيل القضية المثيرة للجدل إلى أن زعيم العصابة يمني الجنسية يدعى "س، ع " 35 عاماً، ومسجون في سجن الحائر بالرياض ومحكوم عليه بالسجن 25 سنة، إثر قيامه بعمليات نصب واحتيال مماثلة في عدة قضايا قبل الحكم عليه، وكان الجاني من داخل السجن بالحائر يقوم باستخدام التقنيات الحديثة والجوال، ويساعده موظف في بنك شهير يسرب له معلومات عملاء البنك وخصوصاً الحسابات المجمّدة وغير النشطة منذ فترات طويلة.
ويتم الاتفاق مع شركاء بالجريمة وعدد من قبض عليهم خمسة أشخاص ما بين مدينة جدة والرياض والمدينة المنورةومكةالمكرمة، يتم الاتفاق في استخدام حساباتهم البنكية في تحويل مبالغ مالية تقدر بحدود 200 ألف ريال لكل عملية نصيب، وصاحب الحساب يحصل على مبلغ 50 ألف ريال عمولة التحويل، وعقب عملية التحويل يتم تعطيل رسائل الأشعار البنكية لصاحب الحساب من قِبل البنك ولمدة أسبوع أو أكثر حتى يتم توزيع نصيب كل شخص من العملية.
وكانت العصابة وهم المستفيدون من التحويلات المالية التي استهدفت، حساب "العميد المتقاعد"، قد تمكّن زعيمهم الأساسي من داخل السجن في تحويل مبلغ 730 ألف ريال، لهذه الحسابات، قبل القبض على أصحابها والتحقيق معهم.
وكانت "سبق" قد نشرت قضية قيام عصابة إلكترونية باختراق حساب ضابط أمن "عميد متقاعد"، حيث حولت 730 ألف ريال من حسابه، عقب إرسال رسالة نصية على هاتفه الجوَّال، يدعونه إلى تحديث بياناته وإدخال الرقم السري، وأوهموه بأن هذه الرسالة من البنك التجاري الشهير، الذي يتعامل معه.
وكشفت المصادر ال"سبق" أن الضابط "م. س" تقدَّم حينها لمركز شرطة العزيزية، وإدارة البحث والتحري الجنائي، بشكوى رسمية ضد العصابة الإلكترونية، التي أرسلت على جوَّاله، رسالةً عبر الرسائل الإلكترونية، وكأنها رسالة من البنك، يدعونه فيها إلى استكمال بياناته وتحديثها، وإدخال الرقم السري.
وكان الضابط وثق وصدق المتصل ومرسل الرسالة، "الجاني الزعيم"، عندما أبلغه بجميع التفاصيل الخاصة في حسابه بالبنك التجاري الشهير "ر. ج" وذكر اسم الموظف الذي يتعامل معه الضابط في البنك، وكذلك العمليات التي جرت على الحساب أخيراً، والرصيد الحالي، والتفاصيل الدقيقة عن حسابه الشخصي بالبنك. عقب تعاون أحد موظفي البنك مع العصابة، ولذلك لم يشك العميد بأنه تعرّض لعملية نصب وتحايل، بعد هذه المعلومات، وقام بتعبئة الرسالة، وإعادة إرسالها، وتجاوب رجل الأمن المتقاعد مع الرسالة، وخلال 24 ساعة، من التحديث ذُهل من تحويل 730 ألفاً من حسابه، وأبلغ البنك لإيقاف التحويلات، وتقدَّم بشكوى رسمية للجهات الأمنية ضد العصابة التي استخدمت التقنيات الحديثة لأجل السرقة والتحايل والنصب.
وتم تشكيل لجنة أمنية وجرى القبض على أطراف العصابة، وكشف تفاصيل خططهم من داخل السجن ومساعدتهم من داخل البنك، وتم تصديق اعترافاتهم بالمحكمة العامة بمكةالمكرمة، قبل الحكم عليهم شرعاً.
