قال الباحث الفلكي الدكتور ملهم بن محمد هندي بقسم علوم الفلك بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، إنه في أولى الظواهر الفلكية للعام الجديد 2013 تبدأ شهب الرباعيات أو شهب العواء بنثر عروضها السماوية على مدى 5 أيام تبدأ مطلع يناير، إلا أنه يشوب هذه العروض وجود الأحدب الذي سينير السماء بإضاءته البالغة 60% تقريباً التي تعمل على خفوت الشهب، ولا يظهر منها إلا الساطع. تعود هذه الشهب لمخلفات جرم فضائي يحمل اسم **EH1** المكتشف عام 2003، ويعتقد العلماء بأنه كان نواة لمذنب أذيب تماما منذ 500 عام, ويعود المدى القصير لهذه الشهب كون مدار الأرض عمودي على مدار الجرم السماوي المسبب لها. لذلك تعبر الأرض خلال نهر المخلفات في فترة قصيرة, ويمكن ملاحظة الشهب من الكوكبة النجمية العواء في جهة الشمال الشرقي وتكون أقرب لنجم الشمال، وستكون ذروة هذه الشهب يومي ( 21-22) صفر؛ ما يعني شروق القمر الأحدب متزامن مع شروق كوكبة العواء، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على رصد هذه الشهب، وقد ينخفض معدل الشهب المرئية من 40 زخة شهابية في الساعة إلى 10 زخات بسبب القمر. والشهب عبارة عن مخلفات دقيقة من المذنبات التي تقترب من الشمس فتتأثر بحرارة الشمس؛ ما يذيب الجليد وتتطاير بعض أجزاء هذا المذنب على نفس مسار المذنب بما يسمى نهر المخلفات، ومتى كان هذا النهر يتقاطع مع مسار الأرض السنوي تحدث ظاهرة الشهب بدخول هذه الأجزاء الصغيرة التي تقدر أحجامها من 1ملم إلى 2 سم للغلاف الغازي وتحترق نتيجة السرعة الكبيرة والاحتكاك والحرارة مما تجعلها مضيئة لثوانٍ. وعادة تسمى الشهب بمسمى الكوكبة التي تظهر منها في السماء، ولكن شهب العواء عرفت قديماً بمسمى شهب الرباعيات حيث كانت تنسب لكوكبة (رباعي الجدار)، لكن التصنيف الأخير للخريطة السماء عام 1922م حذفت هذه الكوكبة مع قليل من الكوكبات الأخرى وأصبحت تنسب لكوكبة العواء كما أحب أن أطلق عليها بشهب الأيام الخمس.
