في الطريق إلى أودية بيشة تشاهد من بعيد أرتالا من (الشيولات) وهي تحفر في بطون الأودية لاستخراج البطحاء، ما يؤدي إلى تحول الحفر العميقة الناتجة عن «نزف» الرمال إلى «شراك» مائية تصطاد الأطفال وتعمق جراح الأهالي، إذ إنه كل عام تصطاد حفر البطحاء الصغار، ما جعل عددا كبيرا من أهالي المحافظة يطالبون بوقف نزف البطحاء حفاظا على البيئة من التدمير العشوائي، وتجنيب الأطفال الغرق في المصائد المائية. وفي جولة «عكاظ» على أودية بيشة وتبالة وهرجاب التقت عددا من الأهالي والذين أوضحوا أن تجار البطحاء يحولون بطون الأودية إلى أفخاخ خطرة، مطالبين الجهات المختصة بإيقاف هذا النشاط، لافتين إلى أن حفر البطحاء تسببت في الكثير من المآسي سابقا وما زالت تنذر بكوارث أخرى إن لم تتدخل الجهات المعنية لإيقاف أصحابها ومحاسبتهم، وإرغامهم على شفط المياه وإزالة الحفر قبل حدوث ما لا يحمد عقباه. وقال سعد المعاوي بأن وجود مثل هذه الحفر يشكل خطرا كبيرا على العابرين والمزارعين والأطفال، وتجار البطحاء يتجاهلون أرواح الناس وخاصة الأطفال الذين لا يعون بخطورة مثل تلك الحفر، إذ ما زلنا نتذكر غرق اثنين من أبناء الجيران قبل سنوات بسبب الحفر وامتلائها بمياه الأمطار. وقال عوضة الشمراني إن هناك تعليمات بمنع الاعتداء على الأودية مطالبا المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بالوقوف على تلك الحفر ومحاسبة المتسببين بها. من جهته، أبدى علي القرني قلقه من استمرار الشركات والمؤسسات في الحفر في بطن وادي بيشة المجاور لمنازلهم، إذ قال إن قيام تلك الشركات بالحفر على مدى سنوات مضت أوجد حفرا عميقة جدا تحجز مياه السيول عند هطول الأمطار وهذه الحفر خطيرة لأمرين، إما أن تكون مكانا لغرق الأطفال وصغار السن أو انفجارها وجريانها بقوة هائلة وإتلاف كل شيء أمامها سواء منازل أو مزارع. وذكر كل من عائض السعدي وعاتق السعدي وسعود السعدي من «قرية الباطن» بأن تعدي بعض المقاولين على وادي تبالة واستمرارهم في نهب الرمال أصبح مألوفا للجميع ليلا ونهارا ولم يعد غريبا، في ظل غياب الرقابة من الجهات المعنية، إذ أصبحت تلك الحفر تحاصر المساكن والسكان من كل جانب، مؤكدا بأن الأهالي تقدموا بشكاوى عديدة إلى مركز الثنية ومحافظة بيشة، ورغم صدور تعليمات من المحافظة ومركز الثنية لتجار البطحاء بالتوقف لكنهم لا زالوا يمارسون نشاطهم. وقال فهيد العاطفي أستغرب من ترك الحفر على وضعها الراهن دون محاسبة لأصحابها فقد أضحت مكانا لاصطياد البشر ومرتعا لانتشار البعوض، وخطرا محدقا على الأطفال، لذا من الواجب معالجة الوضع قبل موسم الأمطار. من جانبه، أوضح فايز السلولي بأن الجشع والطمع أعمى بصيرة تجار البطحاء، وأصحاب المعدات والشيولات وهم لا يبالون بالمخاطر التي يمكن أن تنتج عن تلك الحفر، موضحا أن العمال والشركات يعملون ليلا باستنزاف الرمال، ولا بد من إيقافهم حتى لا يتسببوا في إزهاق الأرواح بهذا النشاط.