يتحدث إعلام «حزب الله» أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قدم التعازي في الضاحية الجنوبية لبيروت لعائلة مصطفى بدر الدين في منزلها وزار قبري عماد مغنية ونجله جهاد، ويروي إعلامهم تفاصيل الزيارة من دون دليل مادي على حصولها، فالصورة غائبة والشهود عاجزون أوممنوعون من الحديث. لكن بعيدا عن حدوثها من عدمه، خصوصا أن سليماني لن يؤخر أو يقدم لما آلت إليه الأمور في بيئة «حزب الله» الحاضنة بفعل النكسات المتتالية، فإن ما يمكن الوقوف عنده في هذه الزيارة هو ما نقلته الرواية نفسها عن الحديث الذي دار بين سليماني ووالدة بدر الدين ونجله. في الحوار بين سليماني ونجل بدر الدين خاطب زعيم ميليشيا الملالي، الشاب المفجوع بموت والده بقوله: «ستكون أنت على مسار أبيك قدوة مثلك لجيلك ولكل الشباب». أما في حديثه مع والدة بدر الدين فقال «لقد فقدنا قائدا وأخا عزيزا في هذا المصاب، إذ إن شخصية مثل ذو الفقار لايمكن اختصار خسارتها في بلد أو منطقة أو ضاحية». سليماني مع نجل بدر الدين بشره أن نهايته كنهاية جهاد نجل عماد مغنية وهي القتل في خدمة الموت المجاني التي يقدمها «حزب الله» لنظام الملالي في طهران، هو يريد التغرير بالابن لقتله كما فعل مع والده. ما نطق به سليماني على قدر من الأهمية القانونية وتحديدا بنظر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، خصوصا جهة الادعاء التي يمكن أن ترى في حديث سليماني ارتباطاً بنيويا تنظيميا بين سليماني كقائد لفيلق القدس وبدر الدين كمتهم رئيس في جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، وكأن هذه الجريمة صدر أمرها من طهران لتنفذ في بيروت بأيد لبنانية، فكل الجرائم التي ارتكبها بدر الدين من الكويت إلى لبنان وسورية جاءت بأوامر فارسية خدمة لمشروع الملالي الطائفي المعادي للإسلام والعروبة. فبدر الدين لم يقم بجرائمه بدافع شخصي ولكنه وفق مشروع مجرم تصدره إيران إلى العالم، وتحديدا العالم العربي. سليماني في الضاحية الجنوبية، إن كان قد أتى وزارها فهو يقوم بواجب التعزية لجندي من جنوده باعتباره المسؤول الأول عنه وعن جرائمه، هذا ما يقوله المنطق وما يقوله القانون أيضا.