مهما كثر الحديث عن مكافحة الإرهاب والتصدي له، وتزايدت المبادرات وبدأت كل دولة من الدول تطرح اقتراحاتها وتقدم حلولها وجهودها لحل هذه الظاهرة العالمية المدمرة، فإن الحقيقة التي لا تغيب عن البال والمبدئية أصلا هي أن المملكة كانت ومازالت هي الدولة الأكثر تصديا للإرهاب ومكافحته مثلما هي أيضا من أكثر الدول التي تضررت من مغامراته الخبيثة. فالمملكة عبر مبادراتها الطويلة المدى على مدى عقود في دعم السلم العالمي وتعزيز أسس الحوار بين الدول والشعوب والمجتمعات حتى دعوتها الصادقة والفعلية لإنشاء تجمع دولي لمكافحة الإرهاب والتي أثمرت عن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب وهي تحث دول العالم للوقوف صفا واحدا ضد كل ما يبعث مبرر وجود لهذه الجماعات الضالة. وتجيء كلمة المملكة التي ألقاها وزير الخارجية عادل الجبير أمام اجتماع قمة مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي والتطرف العنيف في مقر الأممالمتحدة في نيويورك تأكيدا وترسيخا لهذه المواقف الأكيدة في التصدي لظاهرة الإرهاب واجتثاثها من جذورها والقضاء على مصادرها ومسبباتها بغض النظر عن دوافعها أو هوية مرتكبيها. ولهذا فإن أي مزايدة على مواقف المملكة من الإرهاب بشتى صوره ليس هذا مكانها فنحن أصحاب السبق في إطلاق صرخة التحذير والأوائل في المواجهة ونحن من دعا العالم أجمع ليقف صفا واحدا لأول مرة ضد الإرهاب والإرهابيين ومن يدعمهم تحت أي غطاء كان.