بعد أكثر من 30 عاما من الرحيل وفور سماعهم بقرار إزالة الحي لصالح التوسعة الكبرى للمسجد النبوي الشريف، أقدم أهالي حارة الأحامدة على عمل قروب في الواتس آب لجمع شملهم بعد أن غادروها في وقت سابق على غير أمل باللقاء. وتمثل هذه الحارة في فترة زمنية سابقة أنموذجا فريدا من الترابط الاجتماعي بين أبنائها، وكانت تمثل رمزا من رموز الحارات الشامخة رغم تأثرها بعوامل التغير والتغير في الزمان والمكان، وانتقال كثير من الغرباء إلى الحارة، وينتظر أهالي الأحامدة أن تدخل حارتهم في عالم النسيان بعد أن قامت وزارة المالية بترقيم منازل الحارة لصالح التوسعة الجديدة للمسجد النبوي الشريف معلنة انتهاء تاريخ تلك الحارة وبدء تاريخ جديد لكثير من الأحياء في المنطقة. ويؤكد عدد من أهالي الأحامدة أنهم بعد سماعهم قرار إزالة الحي لصالح التوسعة قرروا أن يجتمعوا مرة أخرى عن طريق عمل قروب في الواتس آب لأبناء الحارة لاستعادة ذكرياتهم وعاداتهم التي يتمسكون بها في واحدة من أهم الحارات بالمدينةالمنورة والتي كانت يوما مضربا للمثل، وأنموذجا في حارات المدينة. يقول أحمد مبارك الردادي: إن الحارة كانت إشعاعا لثقافة والعلم، وتخرج من الحارة نخبة كبيرة من أبناء الوطن الذين عملوا وشغلوا مناصب عديدة وخدموا الوطن في مختلف النواحي. وأضاف أن يميزها هو الترابط والنسيج الاجتماعي، لكن في فترة زمنية بدأ أبناء الحارة ينتقلون إلى مساكن جديدة، مفضلين القرب من الحارة بعد دخول كثير من الغرباء إلى الحارة، وكثير من انقطعت أخبارهم نتيجة عدم وجود وسائل التواصل الاجتماعي المتوفر حاليا، وزاد بدأنا بفكرة إنشاء قروب للحارة في الواتس للتواصل بين أبناء الحارة، وتوثيق تلك الروابط الاجتماعية التي كانت تميز أبناء الحارة من خلال إنشاء (قروب ذكريات الأحبة). وقال وضع الحارة اختلف كثيرا بعد أن أصبحت سكن للعمالة، وعند زيارتها من فترة إلى أخرى نشاهد الكثير من الغرباء ينظرون لنا نظرة غريبة، ولا يدركون أن هذة الحارة كانت تجمعنا. حسام حماد الأحمدي (أحد أبناء الحارة) يقول: إن الحارة أصبحت يرثى لها بعد أن كانت يوما من الأيام نموذجا في النظافة والترتيب والتنظيم، وكان أبناء الحارة يقومون بذلك دون الحاجة إلى وجود البلدية، لكن تحولت الحارة إلى شكل آخر، وأصبحت مسكنا للغرباء والعمالة النظامية وغير النظامية. وقال: إن أبناء الحارة وثقوا تاريخ الحارة قبل الإزالة، وقاموا بإنشاء قروب في الوتس آب، أطلقوا علية (ذكريات الأحبة) ليتجمع أبناء الحارة بعد ابتعاد لأكثر من ربع قرن، كان الملتقى فقط في المناسبات الاجتماعية. وكيل أمانة المدينةالمنورة المساعد للخدمات والناطق الإعلامي المهندس يحيى سيف قال: إن حارة الأحامدة تحظى بالخدمات مثل بقية أحياء المدينة، وهي من الأحياء العشوائية وسيتم إزالتها لصالح توسعة المسجد النبوي الشريف.