أعلنت ألمانيا أنها تعمل على فتح مركز لاستقبال ومعالجة النساء والفتيات اللاتي تعرضن لصدمة الاختطاف والاغتصاب والاستعباد من قبل داعش، بعد تمكنهن من الهرب أو تحريرهن، خصوصا أنهن غالبا حوامل ويعانين من صدمات نفسية رهيبة وكثيرات يقمن بالانتحار، خاصة أنه تم اغتصاب الطفلات والأمهات والزوجات من قبل قاتلي آبائهن وأزواجهن وأبنائهن وقد قتلوا أمام أعينهن وبأبشع الطرق، ومن بقي من أهلها أحد فهي تشعر بالعار ويصعب عليها العودة لهم، خصوصا مع حملها، فهن من نسيج المجتمع العراقي والسوري المحافظ. هذه الخطوة تمنيت لو قامت بها دول عربية ومسلمة، حيث لم يعد يكفي أن نستنكر على داعش وطالبان وأمثالهم الجرائم المروعة التي يقومون بها بحق الأطفال والنساء والأبرياء، وأن نقول إنها لا تمثل رسالة الإسلام الحقيقية التي يفترض أن غايتها بنص القرآن أن تكون (رحمة للعالمين). لهذا ليكون للاستنكار وقع حقيقي يجب أن يكون عمليا وعلى الأرض، فبدلا من الاستنكار بالكلام لجرائم اختطاف واغتصاب داعش للطفلات والأمهات والأخوات والزوجات يجب أن يكون الاستنكار بإقامة مراكز مشابهة لذلك الذي تعمل ألمانيا على افتتاحه، وبالمثل هو الحال مع طالبان وقيامها بتفجير مدارس البنات، فيجب المساهمة في إعادة إعمارها ومعالجة المعلمات والطالبات اللاتي أصبن بمحاولات طالبان اغتيالهن، وتقديم منح دراسية ومساعدات لأبناء وأهالي عمال الإغاثة والصحفيين الأجانب الذين ذبحتهم داعش وأمثالها رغم أنهم كانوا يقومون بخدمة المسلمين، وأيضا القيام بمبادرات مماثلة تجاه ضحايا عمليات الإرهاب الإسلامي ضد المدنيين في دول العالم، وهو جهد يجب أن تتعاون فيه الهيئات والمجتمعات الإسلامية والدول المسلمة ويبادر به أثرياء المسلمين، فعندما نقول إن الإسلام لا يقر الجرائم التي تقترف باسمه يجب أن يكون هناك فعل يعضد هذا القول.