لن أكل ولن أمل عن ترديد وتكرار السؤال عن امتناع التوظيف عن شبابنا وبناتنا المؤهلين والمؤهلات.. ولن أتوقف، كما لن يتوقف غيري، عن الاستغراب الكبير في شح الوظائف أمام شباب بالآلاف مقابل وظائف بالملايين يشغلها مستقدمون.!! ونحن مع هذا السؤال وهذا الاستغراب نريد أن نفهم فقط. فهمونا كيف تدفع الجامعات والمعاهد المتخصصة بهؤلاء الخريجين ثم تتركونهم يعدون الحصى أو يطالعون الجدران في بيوتهم أو ينامون نومة الضحى الأخير.!! كل الوزارات نضع أمامها هذا السؤال، لأنه قيل لنا إن رقبة وزارة العمل مربوطة برقبة ما لا أعرفها إلى الآن، ورقبة وزارة الخدمة المدنية مربوطة برقبة وزارة المالية.. وقد دوختنا رقابك وأبوابك أيتها الوزارات، فمرة ندخل من بوابة الخروج ومرة نخرج من بوابة الدخول.. وهكذا دواليك حتى (زهقنا) وطفح كيلنا من هذه الخطط التي لم تغن ولم تسمن من جوع في مسألة التوظيف. الشباب والبنات يريدون أن يعيشوا مستورين بكرامة العيش والكفاف الذي تحققه له وظائف بلدهم، التي تُبتلع في رابعة النهار من بعض التجار الجشعين ومن بعض المنتفعين الأجانب الذين يغلقون أبواب التأهيل والتوظيف على أحبابهم ومعارفهم. وإذا أردتم الحقيقة، وليس أختها أو بنت عمها، فإن أحدا من الناس لا يمكن أن يفهم كيف لا يجد أخصائي مختبرات وظيفة في دوائرنا الحكومية وقطاعنا الخاص؟! وكيف لا تجد خريجة كلية مجتمع وظيفة في قطاع تعليمي، صغر أو كبر، وأيضا خاص أو عام؟! وكيف لا تجد خريجات معاهد ومدارس التمريض وظائف، بينما نحن نرى شحنات من الممرضات الأجنبيات يصلن كل يوم إلى مطاراتنا؟! وكيف وكيف إلى آخره مما يحار فيه أكبر العقول.؟!! السيل، إن شئتم، بلغ الزبى. وهؤلاء الشباب الذين لا تضعون أو لا تُحكمون خططكم لتوظيفهم ولا تلقون لمعيشتهم بالا، سوف تستوعبهم الشوارع والمخدرات والمهالك الإرهابية. وأنتم، معشر المعنيين بتوظيفهم، مسؤولون عن ذلك: مسؤولون على المستوى الوطني والاجتماعي. وللمرة المليون نطالبكم بشيء من الجدية والفعالية والإنجاز الحقيقي على هذا الصعيد. الحقوا الشباب.