اعمل فني مختبرات في احد المستشفيات المتخصصة في علاج حالات الأمراض المعدية وخصوصا الايدز، حيث ان تعاملي مباشر مع دماء وافرازات المصابين في سحب العينات، اتساءل: هل هناك أي احتمالية لاكتساب العدوى من المرضى المصابين؟ إبراهيم .ن (جدة) فيروس نقص المناعة المكتسب ضعيف جدا خارج الجسد بعرض موضوعك على الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني أستاذ الميكروبات الطبية المساعد ووكيل كلية الطب لشؤون المستشفيات بجامعة الباحة قال: انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة داخل المستشفيات بين المرضى أصبح من الأمور المنخفضة جدا مقارنة بما يحصل في المجتمع وذلك بسب المعايير العالمية الصارمة في هذا الشأن والتي تملى على بلدان العالم المختلفة سواء من منظمة الصحة العالمية بسويسرا أو من مركز مكافحة الأمراض بأمريكا. ولا يكون المريض الحامل للفيروس خطرا على أقرانه من المرضى متى لم يكن هناك أي مصدر للتعرض إلى دمه، فمتى ما لم يكن هناك نزيف أو جرح يعرض الغير إلى دم المريض الحامل للفيروس كان من الممكن معاملة المريض كأي مريض آخر. ويبقى تعقيم الأدوات الجراحية والحادة بين المرضى من الأمور الحساسة جدا لمنع انتقال الفيروس بما في ذلك أدوات جراحة الأسنان، ورغم أن الكثير من الناس يخافون حتى من الاقتراب من المريض الحامل للفيروس يبقى العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وفنيين الأكثر عرضة للاكتساب الفيروس نتيجة لطبيعة عملهم خاصة أن لم يتم اخذ احتياطات الوقاية من العدوى حرفيا وذلك بسبب التعرض المباشر للمريض وبالذات إن كان هناك بعض الإجراءات الجراحية أو بعض إجراءات إنقاذ الحياة. وتعد إصابات العاملين أثناء العناية بالمريض سواء كان ذلك بسبب بعض الإجراءات البسيطة كإعطاء الحقن أو عند خياطة جروح العمليات من الأمور التي تحدث في جميع مستشفيات العالم، بل إن هناك عاملين صحيين اخذا العدوى فعلا من مرضى بعد التعرض إلى وخزه ابره عميقة تحوى دم ملوث بالفيروس. كما أن العاملين في المختبرات وبنوك الدم من أكثر العاميين الصحيين تعرضا للفيروس بسب اتصالهم المباشر مع الدم، ولا يقتصر الأمر على ذلك فالاتصال بسوائل الجسم المختلفة والتي تحتوى على الدم يزيد نسبة خطر العدوى. ورغم كل ذلك إلا أن نسبة اكتساب الفيروس وحسب الدراسات المثبتة في هذا الشأن لا تتعدى 1% بينما لا تتجاوز نسبة اكتساب الفيروس عند تعرض الأغشية المخاطية للأنف أو حدقة العين للرزاز الملوث بالدم عن نسبة 9 من مئة في المائة، واثبتت الدراسات الحديثة أن اكتساب العدوى في الدول الفقيرة خاصة إفريقيا يعد أكثر من دول العالم الأخرى بسبب قلة الإمكانيات وضعف التدريب في أساسيات الوقاية من العدوى. واخيرا فإن فيروس نقص المناعة المكتسبة من الفيروسات الضعيفة جدا خارج الجسم وفى البيئة الخارجية خاصة متى ما كان المريض في وضح صحي مستقر ويتابع علاجه بشكل منتظم، حيث إن ذلك يقلل نسبة الفيروس في الدم وبالتالي مقدرته على الانتقال، كما لا يتحمل الفيروس المطهرات المستخدمة لتنظيف الأسطح الخارجية أو أجهزة التعقيم، كما لا يفوتني ان اشير الى إنه بعد اعتماد برامج صحة العاملين من قبل من مركز مكافحة الأمراض بأمريكا ونشر الطرق المتبعة والمبنية على الدراسات والبراهين في الدوريات العالمية أصبح اكتساب الفيروس من الأمور النادرة جدا خاصة متى ما تم اخذ مثبطات انقسام الفيروس في ظرف ساعات من التعرض.