ترفض عدد من النساء الاستسلام للحاجة والاعتماد على الآخرين في تدبير أمورهن، خصوصا من انفصلت عن زوجها لأي ظرف كان، فتراهن يخرجن للعمل بهمة وكبرياء غير آبهات بالمضايقات التي يتعرضن لها من ضعاف النفوس. «عكاظ» التقت بعدد من السيدات اللاتي تضجرن من التعامل مع العمال والذي وضعهن في مواقف محرجة. وأوضحت تهاني «معلمة في إحدى المدارس بالمدينةالمنورة» أنها بعد أن طلقها زوجها أصبحت تعيش مع أطفالها الأربعة في منزل مستقل عن أسرتها، كون إخوانها غير متفرغين لتلبية طلباتها بسبب ظروف الحياة وانشغالهم، ما يجبرها على القيام بأمورها بنفسها في إحضار المستلزمات الخاصة بالمنزل. وأضافت أنها تتعرض للمضايقات من العمال الذين يستغلون عدم وجود محرم معها، ما يجعلها تتألم لدرجة أنها تبكي قهرا على حالها، مطالبة بأن يكون هناك جهة حكومية تخصص للأرامل والمطلقات لاحتوائهن من ضعاف النفوس. في حين وصفت حنان «تعمل بإحدى الشركات الخاصة» وضعها الذي تعيشه بالمأساوي خاصة بعد أن طلقها زوجها، لافتة إلى أنها تقطن في منزل مستقل ولا يوجد لديها سوى طفل واحد، وعندما يتعطل شيء تضطر إلى إحضار سباك أو كهربائي، وتشرف على عمله إلى أن ينتهي منه. وأردفت قائلة: «دائما أجد مضايقات من العمال إذ أن أحد عمال حضر ذات يوم لتركيب إضاءات في منزلي، وبعد أن انتهى من ذلك طلب مني مبلغا خياليا، وعندما قلت له إن الأمر لا يستحق هذا المبلغ لأني سبق وأن قمت بجلب عامل آخر قام بنفس العمل وتقاضى سعرا أقل، فنظر إلي نظرة وحشية ورفض الخروج من المنزل وجلس على الكنبة في صالة الجلوس، وأخبرني بأنه لن يخرج من المنزل حتى أعطيه المبلغ المطلوب، فاستشطت غضبا منه وقلت له لن أعطيك سوى المبلغ الذي حددته، وأن لم تخرج فسأطلب الجهات المختصة، فضحك وأخبرني أنه لا يهتم بأمري، فقمت بالصراخ وأمسكت بالجوال، إلا أنه خرج من المنزل وسحب النقود من يدي، فبكيت على الموقف الذي تمنيت الموت بسببه، لأنه لو كانت هناك جهة تشرف على العمال الذين يذهبون إلى النساء اللاتي لا يوجد لديهن محرم يقف بجانبهن، لما وضعت بهذا الموقف أنا وغيري من السيدات». من جانبه أفادت أم أحمد أنها أرادت أن تنقل بعض أغراضها من منزلها القديم إلى الجديد، فاتصلت بإحدى شركات نقل البضائع وطلبت أن يحضروا لنقلها، وعندما وصلوا وانتهوا من ذلك، أخرجت النقود لتحاسبهم، فقام أحدهم بمسك يديها، الأمر الذي دفعها إلى رفع صوتها وفتح باب الشقة حتى يستطيع الجيران سماع صوتها، لذا تطالب بأن تكون هناك جهة توظف عمالا متخصصين لخدمة النساء اللاتي لا يوجد لديهن محرم، حتى لا يتعرضن للمضايقات أو النصب.