لفظ معلم الفنية مجدي محمود سمير أنفاسه الأخيرة أمام زملائه المعلمين في مدرسة الفرسان الأهلية بمكةالمكرمة أمس بعد أدائه الحصة الثانية في اليوم الدراسي، وتعالت أصوات المعلمين طالبين النجدة من مسؤولي ومدير المدرسة الذين هرعوا لغرفة المعلمين مستدعيا الهلال الأحمر، حيث أكد مسعفوه أن المعلم قد فارق الحياة. وكانت المفاجأة صاعقة والمشهد غاية في الألم حينما سقط مجدي بين زملائه وأمام جهاز الحاسب الآلي، وهو يواصل عمله وبعد شرحه درسا في منهج مادة التربية الفنية، حيث كان منهمكا في الإعداد للحصة التي تليها قبل أن ينتابه شعور بالإعياء، إلا أنه أصر على مواصلة عمله في المدرسة، فسقط على جهاز الحاسب الآلي، وسط ذهول من زملائه الذين فزعوا لحظة سقوط زميلهم وأتت آخر أنفاسه داخل غرفة المعلمين. «عكاظ» زارت المدرسة في حي الشوقية، حيث عبر المدير العام لمدارس الفرسان الأهلية بمكةالمكرمة عوض الحربي عن ألمه وحزنه وجميع زملائه لفقد زميلهم مجدي، وقال عرف عن الفقيد التميز والانضباط والتفاني في أداء عمله، وقال الحربي نعزي أنفسنا أولا وأسرة وذوي الفقيد في هذا المصاب الجلل والأسرة التعليمية بوفاة مجدي، داعيا الله عز وجل أن يشمله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وأضاف أنه تم نقل المعلم فورا إلى مكتب مدير المدرسة المجاور لغرفه المعلمين، في محاولة من الجميع لإسعافه، وتم استدعاء الهلال الأحمر، حيث أخبرنا بأنه فارق الحياة فورا، ليكتسي المكان بحالة من الحزن والذهول. وأشار إلى أن الفقيد أمضى عمرا طويلا في مجال التربية والتعليم واشتهر بين زملائه وطلابه بحبه للعمل، وحرصه على الرسالة التي أنيطت به، مؤكدا أنه سيكون حاضرا دائما في قلوب طلابه وزملائه، لما يتمتع به -رحمه الله- من خصال جعلته يكتسب احترام وتقدير الجميع.