مزيج من التفاؤل والحذر يحيطان بالأخبار المتداولة عن قمة (باراك أوباما فلاديمير بوتين) المرتقبة في اليومين المقبلين، هذه القمة التي طال انتظارها، يعول عليها الكثير من المراقبين للشأن السوري، ووجه التعويل على أن الأزمة السورية لا تخرج عن مسار لعبة الأمم وترتيب الكبار، على اعتبار أن روسيا (الداعمة للنظام السوري) هي المعوق الرئيسي في مجلس الأمن، وأمريكا متصدرة الموقف الغربي الداعم والمؤيد لسقوط نظام الأسد. تعكس تصريحات رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف على هامش منتدى دافوس في سويسرا منذ يومين، وكذلك تصريحات وزير الخارجية سيرجي لافروف فلسفة جديدة في الموقف الروسي من النظام السوري، وهي أن المهم هو الاستقرار والوضع الإقليمي والداخلي لسورية وليس النظام بحد ذاته، وهو ما يعكس تقدما كبيرا على المواقف السابقة. تأتي هذه التصريحات المتراجعة عن دعم الأسد، قبيل انعقاد قمة (بوتين باراك)، وهذا ما يعني أن الروس يستبقون هذا اللقاء بقاعدة سياسية جديدة في التفاوض حول سورية، تنطلق من ضرورة إنهاء الأزمة مع الحفاظ على سورية، وهذا تطور جيد في الرؤية السورية افتقدته طوال الأزمة. وإن صدق الروس فإن الأزمة السورية في طريقها إلى الحل، ويمكن القول أنه بالفعل ثمة تفاهم دولي قطباه واشنطن وموسكو في طريقه إلى إنهاء المأساة السورية على طريقة الكبار .. بعيدا عن زعيق المؤتمرات الفارغة.