للوزارة الحق في تغيير شعارها وتغير ما تراه مواكبا مع المرحلة.. ولنكن أكثر واقعية، كان من الأولى إعادة النظر في مخرجات تعليمنا بمراحله الثلاث، والتي ما زالت عاجزة عن رأب الصدع الذي خلفته المناهج الجديدة، وطريقة طرحها في ظل الوعود المستمرة، والبيئة التعليمية التي تفتقد لأساسيات التعلم والتعليم الأول، ولعل العاملين في الميدان التعليمي والتربوي يدركون حقيقة الفجوة الكبيرة بينهم وبين المنظرين في الأبراج التعليمية العاجية، وسياسات التعليم التي أضعفت اللغة وهي الأداة الأولى في البناء، والتي ينطلق منها الطالب لمعرفة العلوم الأخرى، ولعل المتابع يدرك ويلحظ المستوى المتدني للطلاب، وبخاصة في المستوى الفني، فمهارة النطق وإجادة الحروف وكتابتها، وسياسة «التنجيح المستمر».. ونظرية «مشي حالك»، وتعسف اللجنة المشرفة على الطلاب آخر الفصل الدراسي، والمصطلحات المستهلكة على منوال «الآلية، والطرق العلاجية، والفقد المهاري»، والتي تسمع جعجعتها ولا ترى طحنها.. وما زالت مستمرة في سياق التنظير الذي يدرك خطورة المستوى الفني، ولكن يعمي عينيه، ويصم أذنيه، وربما يشكل هذا المنهج الصعوبة الأولى في طريق التعليم الأول، إضافة لركاكة الطرح، وحشو العقول، والإرهاق الذهني لعقل الناشئ، والذي قد لا يستوعب هذا المنهج الصعب جدا مقارنة بسنه، وكثرة التشتيت وثقافة الكتابين. حتى أضحى طلابنا وطالباتنا وسيلة نقل صغيرة، وترى في أعينهم الصغيرة براءة الطفولة، وصعوبة طرح المعلومة وتوصيلها في ظل البعد كل البعد عن مستوى الطلاب، وقدرته الاستيعابية، وهنا يبدو الطرح متناقضا، ومن الصعوبة بمكان أن يكون الطالب في الأول الابتدائي ملما بهذه المهارات، ولم يعرف الحروف أصلا، ولعل المشكلة تتفاقم من عدة جهات في ظل سياسة طيبة الذكر «التنجيح المستمر».. ليصل الطالب ومن خلال المرحلة الابتدائية الهشة إلى المرحلة المتوسطة، وقد حمل بالضعف اللغوي، الإملائي، القرائي، والكتابي، فيصل تلك المرحلة ولا يفرق بين الحرف وأنواعه، والاسم وأنواعه، والفعل وأنواعه ناهيك عن معرفة الحرف من الاسم من الفعل أصلا. ولذا تجد الطالب في المرحلة المتوسطة يريد أن يحفظ ويتعلم وينجح، ولكنه مع الأسف الشديد لا يعرف يقرأ، أو بمعنى آخر لا يملك مقومات الطالب الأساسية؛ ولذا تستمر نظرية «التنجيح المستمر» لينقل للمرحلة الثانوية العامة في حالة مأساوية.