أكد شرعيون أن المبتعثين محتاجون إلى فقه يتوافق مع ما يحيط بهم من مستجدات، ويتناول ظروفهم المعيشية المختلفة. ووصفوا فكرة إصدار فقه خاص بالمبتعث بالرائدة كون المبتعثين لا يجدون مرشدا في قضايا دينهم، مطالبين الجهات المختصة بتكثيف الدروس للمبتعثين قبل مغادرتهم البلاد وتثقيفهم بطبيعة المجتمع الجديد الذي سيتعايشون معه، مع ضرورة إقامة ندوات في الملحقيات الثقافية يتمكن الأبناء فيها من مقابلة الدعاة لتبيان الأمور الغامضة. في الجهة المقابلة، عارض شرعيون فكرة إنشاء فقه يخص المبتعث معتبرين إنشاء فقه يساير كل متغير محل نظر، كحال فقه الأقليات الذي عارضه البعض، لكن مختصين لفتوا إلى أن فقه المبتعث موجود وعنيت وزارة التعليم العالي به وهو متوافر على موقعها الإلكتروني. وأشاد المشاركون بفكرة الابتعاث عموما منوهين بأنه منجز يضاف إلى أعمال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله). واستحسن الأستاذ في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح السدلان إصدار فقه بالمبتعث، قائلا هي فكرة رائدة لا سيما أن أعمار المبتعثين صغيرة وبالتالي لن يجدوا من يبين لهم أحكام دينهم. ولفت إلى ضرورة العناية بالدورات الخاصة بالمبتعثين كما كان في سابق العهد مع متابعة الملحقيات الثقافية لأبنائنا وتفقد أحوالهم الدينية وإعطائهم برامج تدريبية يتثقفون ويطلعون فيها على الجوانب الاجتماعية للحياة في الخارج إلا أن هذا الأمر كما بين السدلان قل نوعا ما. ولفت إلى أن تثقيف المبتعث بأمور دينه يتم وفق ثلاث طرق؛ إقامة دورات قبل سفرهم، وإرسال دعاة إلى الملحقيات الثقافية لمقابلة الطلبة، وإنشاء فقه يخصهم. ولفت السدلان إلى أن من حسنات المملكة تمكينها الطلاب من الابتعاث لإكمال تعليمهم، مبينا أن ذلك يسهم في نهضة المملكة ويحقق لها مستويات وكفاءات علمية عالية إذ إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مكن الطلاب من الابتعاث وفق دراسة واستراتيجية تتيح للمملكة وأبنائها تحقيق أعلى مستويات مجال التعليم. محل نظر وعارض مدير مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عياض السلمي إنشاء فقه خاص بالمبتعث قائلا: تأليف فقه يخص كل ظرف محل نظر. وبين أن فقه الأقليات قبل به بعض الفقهاء واعترض عليه آخرون. ولفت إلى أن إعطاء المبتعث دليلا إرشاديا يحوي أرقاما تفيده مع توفير شخص للمبتعثين في كل منطقة يتواجد المبتعثون فيها يكون بمثابة الأب الروحي لهم هو الأجدى، مطالبا بضرورة إعداد المبتعث بإقامة دورات يستوجب عليه تجاوزها. الفقه موجود من جانبه، لفت الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء الدكتور هشام آل الشيخ إلى أن فقه المبتعث موجود ومعظم المبتعثين على علم به وهو متوفر في موقع وزارة التعليم العالي. وذكر أنه كلف مجموعة من المشايخ وطلاب العلم بتأليف هذا الفقه، مطالبا في الوقت ذاته عموم المفتين بمراعاة أحوال المبتعث عند الإجابة ومعرفة الظروف التي يمر بها إذ إن المبتعث تتوافق أحيانا محاضرته مع موعد خطبة الجمعة أو قد لا يتمكن من أداء صلاة الظهر ونحوه. وذكر أن الأجهزة الذكية يستطيع المبتعث من خلالها الاطلاع على هذا الفقه. التربية القويمة أما عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور خالد المصلح فأوضح أن التربية عموما تبدأ قبل سن الابتعاث، أي من سن الطفولة، قائلا: هي من تقوى الله ومن أداء أمانة التربية لقوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها). وأشار إلى أن التربية تؤثر على حياة المبتعث، لذا فإن من أجل الأمانات تريبة الأبناء. وأفاد المصلح أن صلاح الأبناء نتيجة جهد الآباء، قائلا: لا بد في التربية من تعاون الآباء والأمهات مع الجهات المسؤولة لأنها تعد تعاونا على البر، لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى). وذكر أن في الأبناء خيرا وصلاحا وهم يمثلون الإسلام خارج أوطانهم في أجمل صورة. أمانة كبيرة من جانبه، لفت الداعية محمد السالم إلى ضرورة وجود فقه يخص المبتعث يسهل عليه التعرف على فقه دينه، مطالبا المبتعث في الوقت ذاته بضرورة أن يمثل بلده بالمنظر اللائق، قائلا: هم سفراء الوطن ويحملون على عاتقهم أمانة كبيرة من خلال سلوكهم أمام العالم. ودعا إلى ضرورة استغلالهم لأوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع، قائلا: يفخر الوطن بإنجازات المبتعثين التي تظهر من وقت لآخر على مرأى ومسمع العالم. وذكر أن المسلم محاسب على كل أفعاله وأقواله، مشيدا بفكرة الابتعاث التي تسهم في تقدم الوطن وأبنائه، وتثري معرفة الطلاب نتيجة احتكاكهم بغيرهم من أهل الخبرات. .