تتجه الجالية الإسلامية في فرنسا إلى رفض التصويت للرئيس نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية، وذلك في إشارة واضحة لطعن النبرة المتشددة حيال المهاجرين والإسلام التي ينتهجها الرئيس الفرنسي، حتى وإن كانت لا تشكل هذه الجالية سوى 5 في المئة من أصوات الناخبين، إلا أنها وجدت نفسها حطب هذه الحملة الانتخابية التي تحل تحت مقصلة الأزمة المالية الأوروبية. وشرحت المحللة السياسية مارين لوفالوا ل«عكاظ» أنه لم يعد بمقدور مسلمي فرنسا أن يتحملوا أكثر من ذلك، بل حتى الفرنسيين قاطبة، لقد تكدروا وملوا كثيرا بسبب نقاشات الهوية الوطنية، أو اللحم الحلال، أو النقاب أوالأصولية في كل مكان. ويجري استخدام مصطلحات الإسلام والهجرة والأصولية لأغراض انتخابية لا يفهم الناس أساسها. وتضيف: شاهدنا ما خلفته أحداث تولوز، بعد أن قام الشاب المسلم فرنسي المولد، محمد مراح، بقتل سبعة أشخاص خلال عملية إطلاق نار، ثم يتحدث ساركوزي عن قدرات حكومته ليجعل منها قضية رأي عام، لكن هذه الخطط لم تعد تنطلي على الفرنسيين، فحياتهم اليومية تمر تحت القلاقل و التوجس من مستقبل الغد. وأضافت لوفالوا أن قضية تولوز غدت علكا انتخابيا حيث تحدثت مارين لوبان، مرشحة الرئاسة الفرنسية عن حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، عن «الفاشية الخضراء» متسائلة عن عدد الأشخاص المشابهين ل «محمد مراح» الذين يصلون فرنسا كل يوم على متن قوارب وطائرات، ويملؤون البلاد بأعداد متزايدة من المهاجرين، متهمة ساركوزي بالرضوخ للمسلمين. وقدر رفضت لوبان توصية ناخبيها بالتصويت لصالح ساركوزي في الدورة الثانية تماشيا مع التقليد السياسي بحيث يدعم اليمين اليمين، مما يجعل ساركوزي في وضع غاية في الصعوبه.