لا أدري كيف ستكون ردة الفعل على كلمة الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل في حفل جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي يوم الجمعة الماضي. إلى لحظة كتابة هذا المقال لم يحدث شيء، لكن أكاد أجزم أن كلام سموه لم يقله أحد غيره. وبحسب ما أعرفه فإنها المرة الأولى التي ينتقد فيها سياسات التعليم مسؤول في هذا المستوى وبهذا القدر من المكاشفة والوضوح، ويتحدث دون مواربة وغموض.. لقد طرح الأمير سؤالا ضخما بقول: «ما الذي يحول بيننا وبين الاستثمار في عقول أبنائنا من خلال التعليم؟». لكنه لا ينتظر الجواب من أحد ليقول: «إن ذلك يتطلب الخروج من حساسيات الوصاية على التعليم والتخلص من المزايدات فيما بيننا»، ويعرب عن أسفه لأن: «تطوير المناهج توقف منذ وقت طويل عند نقطة لم يبرحها أبداً، بعد أن أصبحت تلك المناهج ميدان صراع عقيم بين مدارس فكرية متعددة، بعضها لا علاقة له لا بالتعليم ولا بالتربية». ولتحقيق ذلك، أي تطوير التعليم، طالب بمشاركة المجتمع للجهات المعنية في الاضطلاع بتطوير التعليم باعتباره «عملية تتقاطع خطوطها مع خطوط رسمية واجتماعية، وأخرى وهمية لا علاقة لها سوى فرض وصايتها على هذا المرفق الحيوي وتجميده في قالبه القديم، إما بدافع خوف لا مبرر له أو بدافع تسجيل الحضور والإعلان عن الذات»، مؤكدا على «ضرورة رفع وصاية الأقلية على الأكثرية».. لقد لامس الأمير سعود لب المشكلة التي تعوق تطور التعليم، واقتحم الدائرة الشائكة التي تغذي التعليم بأشواك الضعف، وتؤذي بوخزها الذين يطمحون بإخلاص ووطنية إلى انتشاله، إذ سرعان ما تكال لهم التهم الجاهزة، ويوصمون بأشنع المثالب الدينية والأخلاقية والوطنية رغم أنهم يشيرون إلى نماذج واضحة معروفة لا يستطيع أحد طمسها.. فعلا هي الوصاية التي لم تسمح بتأثير إيجابي ملموس لما يقارب ربع ميزانية الدولة التي خصصت للتعليم. مشاريع تطوير شكلية لا تستطيع أن تمس جوهر العملية التعليمية لأن الأوصياء جاهزون وقادرون على إجهاض أي محاولة.. ونود تذكير الأمير سعود بالعودة إلى الوثيقة الرئيسية للسياسة التعليمية التي أقرت عام 1970م والتي حددت الغاية الأساسية للتعليم ليتأكد أن تلك الوثيقة مازالت هي المطبقة بكل مفاهيمها إلى الآن، وبذلك يجد الجواب على سؤاله القائل: لماذا لا ينجب تعليمنا علماء ولا يسهم في الابتكار والإبداع والاختراع.. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]