ونحن نواصل استعراض مسيرة الموسيقار محمد شفيق في الحلقة الرابعة والأخيرة.. في البدء دعونا نرفع الأكف إلى الله جل وعلا أن يرفع عنه الابتلاء بمرض لم تستطع جهات عدة تشخيصه تماما رغم تنقل أسرته به للعلاج بين الداخل ومصر وألمانيا. إن الموسيقار محمد شفيق شخصية راقية في سلوكه الجميل وفي تعامله النقي الذي تحبه النفوس، وترتاح إليه القلوب، ويأنس به الوجدان، ولاسيما في عمله الفني المبدع وفي موقعه الموسيقي المتميز ووضعه الاجتماعي الطيب الذكر والفواح الصيت. لقد قدم الكثير لبلده ولعشاق مسيرته الطربية وللفن بشكل عام، فحضوره الاجتماعي وهاج ومبهج، ومعرفته للواجب الاجتماعي أمر صنع منه تلك الشخصية الاجتماعية الفنية القريبة لكل محبيه، كما أن اجتهاده الموفق يتجلي في عمله وحضور اسمه في ما يدنو من 70 % من الأعمال الفنية المقدمة للوطن تعبيرا وحبا مثل أوبريتات الجنادرية والأناشيد الوطنية المتعددة في كل المناسبات ذات العلاقة. المدهش والمبهر في الرجل رغم مرضه الشديد الذي يرزح تحت وطأته وتفاقمه أنه شاغل نفسه بالسؤال المتوالي والمتكرر عن صحة صديقه في باريس محمد عبده، في دلالة صادقة على عمق الجانب الإنساني والاجتماعي بينهما وهذا أمر طبيعي إذا علمنا أن محمد عبده كثيرا ما زار شفيق منذ محنته الصحية الأخيرة التي قاربت العام ونصف العام صحبة «عكاظ»، كما اختطف سويعات من مجيئه الأخير إلى جدة من الدوحة ودبي قبل رحلته الأخيرة إلى باريس لزيارة شفيق الذي أدخل يومها بشكل طارئ المستشفى. وكنا توقفنا في الجزء الثالث عند تجربة محمد شفيق الموسيقية في التلحين لنجمات السينما العربية مثل تلحينه ليسرا «إنساني» من أشعار الأمير محمد العبدالله الفيصل والتي قدمها كدويتو بصوته وصوت يسرا بتصوير سينمائي، إلى جانب تلحينه للنجمة نيللي أغنية من أشعار عبدالوهاب محمد في فيلمها السينمائي خطيئة ملاك، كما لحن من كلمات أستاذنا الخفاجي مقدمة لبرنامج «جواز سفر 2 ... المقدمة بصوت النجمة سيمون. ومحمد شفيق فنان ثر وغزير في العطاء الأمر الذي يجعلنا نحاول في ختام التجول مع موسيقاه وألحانه إحصاء أعماله المتناثرة في حناجر الفنانين العرب. كل شيء في حياة محمد شفيق كان يحيط بها التحدي ففي مرحلة الصبا أصر على دراسة الموسيقى إلى جانب دراسته العادية ودفعه طوحه للمواصلة في القاهرة حتى أنه عندما تململ لأمر ما.. وجد في طريقه إجبار أستاذه في الموسيقى نصر عبدالمنصف له في المواصلة.. أيضا صعوبة الحياة في جدة في طفولته «خمسينيات وستينيات القرن الميلادي الماضي» والتي يقول عنها الموسيقار محمد شفيق: كانت الحياة جدا صعبة وكنت أتابع والدي في خطواته العملية كمهندس الإضاءة المشرف على إضاءة الحرم المكي ومسؤول المولدات ثم في الديوان الملكي في نفس المهام وكان عند والدي مصنع للثلج في جدة.. عملت مع والدي في كل الأنشطة وكنت سعيدا وأنا في هذه الأعمال مشاركا، وأواصل دراستي.. وفي السنوات القليلة الماضية ركز محمد شفيق على تلحين الوطنيات والنصوص الدينية والابتهالات التي كان أبرزها بصوت الفنان محمد ثروت من أشعار الدكتور عبدالعزيز خوجة «أتيتك ربي». كما أنه يفكر طويلا في قصة الإقامة الدائمة في المدينةالمنورة ولازال الأمر بالنسبة له كما حلم يود تحقيقه. صناعة النجوم محمد شفيق أسهم في إظهار وصناعة العديد من الأصوات السعودية إلى جانب زميله الموسيقار سامي إحسان المكتشف للكثيرين، ولكن بالنسبة لبعض الأسماء مثل الراحل محمد السراج. مع محمد السراج كان محمد شفيق إلى جانب نجيب السراج وإبراهيم خفاجي وأبو نجيب هم من قدمه للساحة بأعمال قوية من ألحان شفيق مثل : «هذا جزاي» من أشعار محمد العبدالله الفيصل، «الصباح، الكريم، جدة، السعودية بلادي». وكل هذه الأغنيات من أشعار الرائد الراحل في الأدب الحجازي أحمد قنديل. «سحابة صيف، أي الطريق أقرب، أهلا بالخالد، من أشعار الراحل محمد صالح نوار الذي يعتبر واحدا من التوائم الفنية لمشواره الموسيقي. ومن كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن لحن للسراج «تكسر الموجة، أغلا بكرة». ومن أشعار إبراهيم خفاجي «تصور كيف صحبتنا غدت يوم لاقيتك تمشى على هونك في غدير البنات»، وهي الأغنية التي سجلت نجاحين كبيرين يوم طرحها فنيا وجماهيريا. ومع الشاعر الراحل صالح جلال «حماك الله». ومع مصطفى زقزوق «انت ترى على بالي». ومع مسلم البرازي «يوم المحبة». ومع الشاعرة غدير «درب الهوى». ومن كلمات هارون هاشم رشيد «نشيد التدريب». ومن كلمات عبدالله الجارالله أغنية «جاي في ميعادك». وللسراج أيضا لحن، وكتب محمد شفيق أغنية لنادي الاتحاد «يا إتي يامدرسة». مع عبادي الجوهر مع النجم عبادي الجوهر ارتبطت موسيقى محمد شفيق ببضع أغنيات هي أوبريت كفاح أجيال «الجنادرية» من أشعار صالح الشادي، «أوبريت ماننساك» من كلمات أسير الشوق الأمير نواف بن فيصل بن فهد، ناسينا، سب لي الليالي، من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن، قضى ربيع العمر، موجة ألم، من أشعار غدير، الله على شوف المها، من كلمات صالح الشادي، حبك لا يضيع، التي عرفت ب «الحل» لإبراهيم خفاجي، ياملاك، كلمات السامر.. كما لحن شفيق لعبادي مقدمة مسلسل أصابع الزمن من كلمات الراحل عبدالرحيم منصور. مع سارة قزاز ومع الخفاجي أيضا لحن محمد شفيق لصوت المطربة سارة التي تكاد تكون أجمل صوت سعودي نسائي على الإطلاق «أنا خايفة من الميعاد»، أشعار، إبراهيم خفاجي، ولسارة أيضا أعد لها الموال الشهير «يامن هواه أعزه وأذلني» كلحن خاص قدمته بصوتها، كما لحن لها من كلمات الأمير الشاعر محمد العبدالله الفيصل «حبيبي الغالي، يسألوني عليه عيوني»، ومن كلمات بدر الأغنية السعودية الشاعر بدر بن عبدالمحسن «من جرحك بالله ياقلبي خبرني». مع محمد عمر أغنيتان فقط هما ماجمع محمد شفيق مع الفنان محمد عمر ولكنهما كانتا ذات رجع وصدى كبيرين وهي «أنا الجاني على نفسي» من كلمات الأمير محمد العبدالله الفيصل، لا لا بس خلاص .. شوف لك حب غير حبي .. لا لا بس خلاص شوف لك درب غير دربي»، من كلمات محمد صالح نوار.. وأوبريت وطني، عن الباحة، إلى جانب صوتي محمد عبده ورابح صقر من أشعار عبدالواحد الزهراني، ثم قوة سعودية، كلمات خالد رشوان. مع علي عبدالكريم أما مع علي عبدالكريم فكان اختيار شفيق لصوت علي في أوبريت الجنادرية لأول مرة في أوبريت «كفاح أجيال» من أشعار صالح الشادي في الجنادرية، مروا علي اثنين، مبروك ياعريس، مشينا، من كلمات محمد صالح نوار لصوتي علي وعتاب، لو تسمح ظروفك، أنا راجع أشوفك، من أشعار محمد العبدالله الفيصل، وهو نفس النص الذي تناوله الراحل طلال مداح فيما بعد لحنا وأداء، ثم الصبايا، كلمات أحمد قنديل. مع عبدالله رشاد كان محمد شفيق واحدا ممن قدموا عبدالله رشاد أو لنقل ممن رحبوا بصوته القادم من الطائف فقدمه في أوبريت «ماننساك» إلى جانب كثيرين، وهو من أشعار الأمير نواف بن فيصل بن فهد، وفي أوبريت الجنادرية «كفاح أجيال» ، أغنية «أنا» في أول ألبوم له من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن، ومن كلمات الشاعر الراحل الناصر رحمه الله «سافرت، ياغالي، ليالي الأفراح، ويلي، الغياب». أما من أشعار أبو فيصل «المعصب الأحمر، الحب الجديد، قدرتك على الله، ياحليلها. ومن كلمات بحر «أحبك». ومن كلمات الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن ناصر «الليل والقمرة». ومن أشعار محمد العبدالله الفيصل «صحيح، أرجوك، حنا لها». ومن أشعار أسعد عبدالكريم «عيدك يابلد». ومن أشعار صالح الشادي «عطشان». ومن أشعار سعود سالم «أسهر ياليل». ومن أشعار الأمير بندر بن فهد بن سعد «أنا سعودي». مع عبدالمجيد عبدالله مع عبدالمجيد أبدع محمد شفيق الكثير من أغنيات البداية مثل، «وانت تستاهل» ، من أشعار الأمير محمد العبدالله الفيصل. ومن أشعار الأمير بدر بن عبدالمحسن «طفلة وطفل، هم». ومن كلمات الخفاجي «أحسن من الفرصة هذي فين نلاقيها، يابنت بلدي ياسعودية». ومن أشعار أمين قطان «عشرة على عشرة». ومن أشعار نجيب بطيش «آنستي». ومن أشعار محمد القرني «يا ساهرة نامي». مع طلال سلامة أما بالنسبة لطلال سلامة فكان محمد شفيق ومحمد صالح نوار من قدما صوته للإعلام في العام 1984 في نشيد «الله الله يامنتخبنا» بمناسبة حصول المملكة على أول كأس قاري «كاس آسيا»، ثم نشيد «جيل ورا جيل عربي سعودي أصيل» ، «هذه الهجن مراكب الأجداد» كلمات عبدالرحمن المقرن. وهناك أغنيات لغيره من المطربين منها تلحينه لسلامة عبدالله «يارسول البشائر»من كلمات سعد الخريجي، «تخير من تبي» من كلمات عبدالعزيز الحاتم.. ولحسن اسكندراني وعبدالهادي حسين وعبدالله الصريخ وسمير شامي وعبدالإله نوار وعباس أبو شنب وسلطان باهبري وصالح مدني وعمر الطيب «لاتمثل علي الحب» كلمات محمد صالح نوار، اللوم، كلمات إبراهيم خفاجي.. وصالح خيري وعبدالوهاب حضيري وعتاب ومحمد الصويغ وعبدالإله نوار وخالد عبدالرحمن ورابح صقر وراشد الماجد وعابد البلادي. ومن الجميل الذي يذكر أن شفيق لحن للفنان الكبير أبو بكر سالم بالفقيه ونفذ العمل بصوت بالفقيه إلا أنه لم يطرح لتسريب شاعره نجيب بطيش النص إلى عبادي الجوهر وهو «كنت متوقع أشوفك». مع نجوم الغناء الخليجيين والموسيقار محمد شفيق من أكثر الملحنين والموسيقيين السعوديين الذين عانقت ألحانهم المطربين العرب في الخليج حيث شدا بألحانه كبار نجوم الأغنية المشاهير منهم: مع عبدالكريم عبدالقادر جمعه مع عبدالكريم عبدالقادر أعمال عدة منها.. الا ويلي، كلمات عبداللطيف البناي، حلفت لا ما أقولها لك وأنا حي، كلمات خالد بن يزيد، علام القمر، كلمات يوسف ناصر، أنا آسف، كلمات الأمير فائق عبدالجليل رحمه الله، متى تشوف العين كلمات الأمير سعود بن محمد.. مع إبراهيم حبيب مع نجم الأغنية في البحرين والخليج إبراهيم حبيب أغنيات منها «ياهوى» من أشعار مانع سعيد العتيبة، تخبا في عيوني عن عيون الناس، من أشعار الأمير خالد بن فيصل بن تركي. إلى جانب 30 أغنية وابتهالا دينيا، من أشعار محمد السيد ندا. ومع البحريني محمد المحرقي أغنية «ساكن في ضميري»، كلمات سعد الخريجي.. مع نجوم الغناء العرب ولمحمد شفيق الكثير من النشاط مع نجوم الغناء العرب مثل شريفة فاضل «كنا صغار وصرنا كبار» من كلمات عبدالعزيز الشرفي، سميرة سعيد «سندباد» من كلمات صالح الشادي، «أحد سأل عني» كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن. ولحن للتونسية زهيرة سالم «أوهام» كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن. ولسوزان عطية «اسمع ياسيدي»، كلمات أسعد عبدالكريم. ثم عهد المحبة، كلمات يوسف رجب، يامليح، سلم على عيونك، كلمات أمين قطان. نعم يامناي كلمات المهتوي. هذا حبيبي، كلمات وليد العميران. ولنادية مصطفى 3 أغنيات، من كلمات أسعد عبدالكريم. ولسميرة توفيق من كلمات بدر بن عبدالمحسن «ياقمر زاد حسنك»، وشدت بها عتاب أيضا. وغيرها الكثير من الأغنيات لفنانين سعوديين وخليجيين وعرب لم نستطع حصرها.
