في تاريخ الأمم والمجتمعات ثمة رابط مهم وأساسي هو رابط التاريخ والحوار والمصالح، وثمة وعي حقيقي يكبر ويتعاظم مع السنين ومع الإيمان بضرورة الاتجاه نحو تعميق العلاقة القائمة على الاحترام والتقدير، وهنا تبدو قيمة الرابط التاريخي الذي تتداخل فيه محاور الدين واللغة والجغرافيا. وفي حالة المملكة ومصر هناك ما يضيء ويعزز تلك المعاني والمحاور؛ ذلك أن ما يربط البلدين يتعدى كونه مجرد علاقة تقوم على المصالح فقط، ولكنها علاقة تذهب بعيدا وعميقا في مفهوم هذه العلاقة؛ فمنذ أكثر من ستين عاما، ومنذ زيارة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لمصر ثم ارتباط مصر بصناعة «كسوة الكعبة» أو ما كان يسمى ب «المحمل» حتى تواصل العلاقة في كل العقود من الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعا وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ومنذ الملك فاروق في فترة الملكية في مصر وابتداء من مرحلة الجمهورية من جمال عبدالناصر وأنور السادات رحمهم الله ثم الرئيس السابق حسني مبارك، كانت هناك حالة من الارتباط الاجتماعي والروحي بين المملكة ومصر، وعندما تقدم المملكة لمصر اليوم برنامج مساعدات وتسهيلات انتمائية وقروض ميسرة بقيمة أربعة مليارات دولار دعما للاقتصاد المصري فهذا يعني تكريسا لعمق تلك العلاقة التاريخية التي هي أساس للبعد الاستراتيجي في هذه العلاقة، ذلك أن مصر تشكل واجهة الأمة والحصن الحصين لها، خاصة أن مصر أيضا تمر بمرحلة مفصلية تقتضي معها المسؤولية الكبرى للأمة الوقوف بجانبها في هذه المرحلة الدقيقة. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة