في كثير من المقالات التي سطرتها أذهب إلى أن الحرب ضد الإرهاب ليست حربا ميدانية في متابعة أفراد وإفشال مخططاتهم. فإفشال محاولة تخريب هنا أو هناك على أهميته هو إفشال لحظة التنفيذ ليس إلا.. بينما الحرب الحقيقية هي حرب أفكار، حرب بين أفكار تقدس الموت باسم الدين (المتشددون والمغالون) وأفكار تقدس الحياة (المجتمع ومؤسساته) باسم الدين أيضا. ومحاربة الأفكار الضالة لم ترقَ إلى مستوى الحرب الميدانية الاستباقية، فما زال من يخطط ويبذر بذور الفرقة والشقاق ينعم بالغطاء، وفي أحيان بغض الطرف. ولم تحدث مجابهة حقيقية من قبل بعض الأفراد (أصحاب الشخصيات الاعتبارية فكريا) مع أولئك الذين يؤسسون للفرقة وشق عصا الطاعة تاركينهم يتجهون بالحياة إلى خانة الموت. أقول لم ينشط الجانب الفكري في مواجهة الأفكار الظلامية كما يجب، وإن كانت هذه الأفكار تتحرك باسم الدين، فمعتنقوها يتغافلون أنهم يهاجمون مسلمين إلى النخاع، ويفوت عليهم أن تلك الأفكار لا تستهدف الإصلاح، بل تستهدف الجانب الاجتماعي والاقتصادي وخلخلته. وإن كانوا لا يزالون يعيشون في عهود الثورات والانقلابات وحرق اليابس والأخضر، فهذا عهد ولى من خلال معطيات الزمن الحديثة، والتي تمكن الأفراد والجماعات من حقوقهم مع بقاء خيرات الوطن سليمة من الاحتراق، والأقانيم التي اختارتها الدول لحماية مقدرات الأوطان هي المؤسسات المدنية، بحيث وفرت كل دولة مؤسسات مدنية معنية بالمطالبات ومتابعة الحقوق ورفع التظلم وإظهار فشل تجربة ما ومناهضة ما يسوء كل فئة أو جماعة. كما أن حق الاعتراض لا يعني الدمار والاجتثاث، بل يعني إظهار الفكر والمداومة على بيان الخطأ بالأفكار المقابلة.. فلماذا لا يكتب هؤلاء آراءهم من غير إثارة روح الفرقة.. فالوطن بحاجة ماسة لكل الآراء، التي لا تسعى للهدم بل للبناء.. أقول ما زلنا بحاجة إلى استحضار وتعميق من يتحدث في الجانب الفكري للشباب ولمن (تيبس) رأسه وللعميان من الأتباع. فانفراج عقول هؤلاء الظلاميين بحاجة إلى تهيئة استقطاب مفكرين لإعطائهم دروسا في سعة الدين وسعة آفاق التفكر، بدلا من حصص الإنشاء والخطب المنبرية التي تظهر هنا وهناك، بينما من يؤسس للفرقة يستغل (أصحاب البصمة العمياني) ليحرضهم على وطنهم بتعميق العداوة والكراهية لكل ما هو قائم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة