بابتسامة عريضة ويدين عاريتين اعتذر «بيروز محمد» الباكستاني عن مصافحتنا التزاما منه -كما يقول- بالاحترازات الصحية لمكافحة كورونا. بيروز هو حارس الأسطورة التاريخية «مقلع طمية»، يقف ليلا ونهارا تسبر عيناه بحدة جميع أرجاء الموقع الأثري، وحيدا كما يشير ليس وجلاً في هذا الخلاء الرحيب الذي لم يشاهد فيه بشرا منذ ثلاثة أسابيع بسبب الإجراءات الوقائية التي نجحت المملكة في اتخاذها مبكرًا لمكافحة الجائحة. «عكاظ» في جولة ميدانية رصدت الحنين الذي يلف أرجاء مقلع طمية ولسان حالها يسأل عن زوارها وقد بدت أمس (الأربعاء) خاوية إلا من بيروز الذي يحرسها ليلا ونهارا، متحدثا ل«عكاظ» بأنه منذ ثلاثة أسابيع لم يشاهد أي بشر في الموقع، بينما قبل جائحة كورونا لا يقل الزوار عن 100 - 150 زائرا يوميا، بينهم غربيون يحرصون على تصوير الموقع والمكوث فيه ليلا. بيروز قال ضاحكا إنه ممتنع عن المصافحة والاقتراب لمسافة متر كأقل تقدير لمكافحة كورونا، واثقا من قدرات السعودية في احتواء الأزمة، مثمنا قرار خادم الحرمين علاج المواطنين والمقيمين النظاميين وغير النظاميين مجاناً. يشار إلى أن مقلع طمية شهد قبل أربعة أعوام مشروعا تطويريا اهتم به أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بتسوير صخري على حواف الفوهة ومبان للزوار وجلسات عائلية وسفلتة الطريق إليها وإنارته. وكانت للأمير خالد الفيصل قصيدة نبطية في مقلع طمية قال فيها: انتزع قلبي مثل نزعة طمية يوم هز العشق راسية الجبالي ساقها سوق المبشر للمطية لين عاشت مع قطن حلم الليالي وصارت اسطورة هوى بين البرية وصار مجراها مثار للخيال شفت الصحرا طريق مستوية من حجرها ومن شجرها فيه تالي الهوى خلى الجبل يتبع خويه يزحف الأيام في روس العوالي كيف انا والقلب والاشواق حيه وهزني هزة طمية شوق غالي وتصب فوهة طمية بمحيط يبلغ 7000 متر، ويصل عمقها إلى 1500 متر، واختلف العلماء في أسباب تكون الموقع، ويعتقد أنَّه عبارة عن فوهة بركان قديم، فيما رأى آخرون أنَّه تكون نتيجة نيزك ضرب الأرض قبل ملايين السنين، كما يتناقل السكان أساطير وخيالات تشير إلى أنَّ الموقع كان عبارة عن جبل يدعى طمية غادرت موقعها بعد عشقها لجبل آخر يدعى قطن، في شمال منطقة القصيم.