القى الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للإفتاء أمس (الثلاثاء)، محاضرة بعنوان: «الشائعات وحقيقتها وخطرها وسبل الوقاية والتحذير منها»، وذلك في جامع خادم الحرمين الشريفين بالمدينة الجامعية، ونقلت لجميع وحدات الجامعة ومعاهدها في الداخل والخارج، وبلغ عدد المتابعين لها مائه وعشرون ألف مابين طالب وطالبة، بحضور الشيخ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء، والمشرف العام على وحدة التوعية الفكرية، ووكلاء الجامعة، وعدد من مسؤولي الجامعة، وأعضاء هيئة التدريس، والطلاب، ونقل مباشر لمركز دراسة الطالبات بالمدينة الجامعية. وكان مدير الجامعة قد أستهل هذه المحاضرة بالترحيب بفضيلة الشيخ الفوزان في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، التي تفتخر وتعتز بأن الذي أرسى دعائمها وركز نواتها الأولى، هو مؤسس هذا الكيان المبارك المملكة العربية السعودية الملك الصالح والرجل العادل عبدالعزيز بن عبدالرحمن، عندما وجه سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل شيخ رحمه الله إنشاء أول معهد علمي بالرياض عام 1370ه ليسعد كافة منسوبيها رجالاً ونساءً طلاباً وطالبات. وأكد الدكتور ابا الخيل أن الجامعة يسعدها بكافه منسوبي رجالاً ونساءً طلاباً وطالبات ومن أي التخصصات، وعبر كل الإتجاهات أن ترحب بسماحه الشيخ العلامة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، وذلك من خلال برامج توجيهيه تعريفيه تربوية أصيله منطلقة من الكتاب والسنة ومنهج سلف هذه الأمه، والذي قامت على أساسها ومبادئها في بلادنا المباركة. بعد ذلك القى الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، كلمة أوضح فيها أن التواصل بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس ما يفقهون في دينهم أولاً ولدنياهم مسؤولية الجميع، ولاسيما مسؤولية أهل العلم، فأن المجتمع الإسلامي على وجه الخصوص والمجتمع البشري على وجه العموم مثالاً للتوجيه والإرشاد والتسديد، وهذا ميسور بحمد الله كتاب الله بين ايدينا وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا، ومنهج السلف الصالح بين أيدينا فأن كان هناك تقصير أو خطأ فهو منا، ولكن نرجوا من الله عزوجل أن يتجاوز عنا وعنكم ماقصرنا فيه، فهو كثير وأن يتقبل مافيه الخير وأن كان قليل فأنه مبارك. وأضاف فضيلة الشيخ الفوزان لاشك إن جامعة الإمام أنها إن شاء الله جامعة مباركة وجامعة للخير، فيما ينشر منها من علم نافع وعمل صالح وتوجيه سليم فهي علم معين ولله الحمد، وللعلم والعمل والتوجيه والإرشاد فهي جامعة مباركة يرفع أجرها وثوابها لمن أسسها وهو الملك عبدالعزيز، وأيضاً بعمل دؤوب من القائمين عليها منذ تأسيسها وإلى الأن وإلى مابعد الأن، فإن هذه الجامعة المباركة تخرج منها الوزراء والقضاة والدعاة وعلماء اللغة والشريعة وأصول الدين، كل هذا من بركة هذه الجامعة العريقة التي أسست على البر والتقوى. وأوضح فضيلة الشيخ الفوزان أن جامعة الإمام ودور التعليم ولله الحمد مناهجها قائمة على الكتاب والسنة والعقيدة، ومذهب أهل السنة والجماعة والسلف الصالح والعمل على الكتاب والسنة، والحمدلله هذه نعمة الله تذكر فتشكر نحرص عليها ونعمل بها كما قال الله عزوجل (والعصر إن الإنسان لافي خصر الا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، مبينا أربع رسائل في هذه السورة البهيجة التي من حققها حقق رسالتها، ومبيناً أن منهج العقيدة الصحيحة تدرس في هذه البلاد وفي جامعاتها ومعاهدها ومدارسها ومجالسها وكلاً يأخذ منها مايسر الله له. وأوصى فضيلته أن نتواصى بالحق وأن نتواصى بالصبر وإن نتمسك بديننا، وأن نحذر من الشائعات وتعلمون اليوم مايبث من هذه الوسائل التي تنشر الخير وتنشر الشر والخير قليل، وهذه الجامعة ولله الحمد قامت على الكتاب والسنة والسلف الصالح ونرجوا لها الأستمرار والدوام فأن العالم كله بحاجه إلى مثل هذه الجامعة. وأضاف الشيخ الفوزان أن علينا جميعاً أن نجعل المحافظة على عقيدتنا، والمحافظة على أمتنا نصب أعيننا وأن نتواصى بالحفاظ عليها، وأن نكون يداً واحدة وجسداً واحداً في وجه كل من يحاول المساس بها أو تعكير صفوها، وفي هذا الجانب لا مكان بيننا للمجاملة أو المداهنة أو التقاعس، فليس على الإنسان أغلى من عقيدته ووطنه وأمنه وأمته، وعلينا السمع والطاعة لولاة الأمر، وتقوى الله عز وجل في السر والعلن، فإن من اتق الله كفاه وحماه من كل سوء ومكروه، والالتفاف حول علماء المسلمين، والتحذير من رفقاء السوء فالمرء على دين خليله، والتحذير من إتباع الهوى، وحث المسلمين عامةً على القيام بشكر الله على نعمة الإسلام والأمن في الأوطان والمحافظة عليها. وفي الختام سأل الشيخ الفوزان الله عزوجل للجميع الهداية والنصر والتوفيق والعلم النافع والعمل الصالح، ثم أجاب فضيلته على أسئلة الحضور.