يقول عنه الشاعر والأديب السعودي الدكتور سعيد السريحي: «إن محمد أبو شرارة برهان على اقتدار الشاعر الحق التجديد في داخل الأطر التي تحدد مفهوم القصيدة العمودية على نحو يمكننا من أن نضع أبو شرارة في سياق تجارب أسسها شعراء من أمثال البردوني والجواهري». محمد أبو شرارة الرجل الذي عاش عدداً من سنين عمره إلى مقربة من ذات المكان الذي عاش فيه «قس ابن أبي ساعدة» بعد أن أجبرت الوظيفة المعلم والشاعر السعودي على العيش في نجران، حتى اختار البعد عنها طائعاً، نحو عروس العروس البحر الأحمر«جدة» ليستقر بها، وينفث صدره الشعر على «الساحل الغربي» ليبلغ بسواني القصيدة أبعد مدى في الأدب. الشاعر المولع بكتابة قصائد الاعترافات، والمقتبس الحصيف الذي يعرف كيف ينقل المقولة لمتابعيه، يقول: «أحتاجُ ضحكةَ أنثى كي أكونَ أنا... وكي أُهيِّئ هذا المنتهى مُدنا/ أحتاجُ ضِحكتها حتى تعودَ يدي ناياً... وتصبحَ أشجار الدموعِ غِنَا». ولا يذهب شعر أبي شرارة بعيداً عن مزاج وطعم القهوة في العديد من أبياته التي حضرت فيها السمراء حضوراً يليق بقلم شاعرها يقول: «أسائل القهوة السمراء عن قدري... لما تولت وفنجان الأسى ذيقا/ قرأت فنجانها لم أتبع أثرا... في البن إلا لغيري كان مطروقا/ بحثت حتى كأن البن يسألني... من أنت ثم استحال الدمع موسيقى». ويبدو أن الشاعر السعودي المعتز بهويته السعودية التي كثيراً ما اعتز بها في العديد من المحافل العربية بعد ظهوره فيها معتمراً غترته البيضاء التي باتت علامة فارقة ترافقه أينما حل وثوبه السعودي، الذي سهل وصف ملامحه عربياً مثلما يسهل الوصف في قصائده ويجري بقلمه سلسبيلاً يقول: «أَخصرُها الأَهيَفُ أَمْ خَيزُرَانْ... أَمْ صاغَها التّولِيبُ والأُقحوَانْ/ وَشْوَشَ آذَارُ لَهَا مَرَّةً... فَأَورَقَ اللَّوْزِيُّ والأُرجُوَانْ / يَتبَعُهَا سِربُ سُنُونُو إِذَا... مرَّت ويَجرِي إِثرَهَا مَوسِمَانْ/ هَل قَمَرٌ ذابَ بِمِرآتِها... أَمْ مُلِئتْ بالضَّوءِ قَارُورَتَانْ».