تكن علاقة الدوحة يوماً ما بالتنظيمات الإرهابية مرتبطة فقط بالحركات الإرهابية في المنطقة فحسب، بل تجاوزت الحدود ودعمت حتى اليوم جماعات متطرفة في دول خارج مظلة الشرق الأوسط، في محاولة منها لتأمين مصالحها في أكثر من جهة، ويؤكد ذلك القائم بأعمال السفارة السعودية في كابول مشاري مزعل الحربي بأن قطر تحرض ضد المملكة منذ أعوام، ولذلك اتخذت المملكة وعدد من دول المنطقة موقفا جاداً ضد الإرهاب، حفاظاً على أمنها. وكشف الحربي في تصريح للصحفيين في حفلة تسليم المساعدة لجمعية الهلال الأحمر الأفغاني، عن امتلاك السعودية أدلة على دعم قطر لحركة طالبان الأفغانية، وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى في المنطقة، منوهاً إلى أن قطر احتضنت عدداً من قادة الجماعات الإرهابية. وعارض الدبلوماسي السعودي وجود مكتب طالبان في قطر، واعتبر ذلك مورداً لدعم طالبان الذي تستفيد منه كوسيلة للعلاقات، وتلقي المساعدات والدعم، موضحاً أن المكتب يعمل خارج اختصاصاته السياسية. وأوضح الحربي أن المملكة من الدول التي عانت من داعش والقاعدة، ولذلك قررت مكافحتهما بقوة مع سائر الشركاء الدوليين، مؤكداً أنهم يدعمون الحكومة الأفغانية الشرعية، ويدينون أي هجمة تستهدف الحكومة والشعب الأفغاني. فيما كشف النائب في مجلس النواب الأفغاني مبرويس ياسيني ل«عكاظ» أن الحكومة القطرية تدعم المكتب السياسي لحركة طالبان بما يقارب مليوني دولار شهرياً، مبيناً أن قطر تحاول تأمين مصالحها من خلال هذا المكتب مع طالبان، وفي المقابل تستعين طالبان بالمكتب لجلب الدعم الكافي لها. وأوضح ياسيني بأن الدوحة تدعم حركة طالبان بالمال والمؤتمرات واللقاءات السياسية، وتؤمن لهم حرية الحركة والتنقل، إضافة إلى تجهيز المكاتب والمباني الخاصة بهم في أفغانستان، موضحاً أن طالبان منظمة إرهابية في أفغانستان، وقامت بعدد لا يحصى من العمليات الإرهابية في الداخل الأفغاني بمعاونة قطر. وأكد ياسيني أنه لابد من قطع العلاقات بين الدوحة وطالبان، فأياديهم ملوثة بدماء الأبرياء في أفغانستان، مشددة على ضرورة أن تحترم الدوحة الأنظمة في أفغانستان، وأن تتعاون مع الحكومة الشرعية وليس الحركات الإرهابية. وأفاد مصدر مسؤول في الحكومة الأفغانية بحسب وكالة «باجواك» الأفغانية بأن السفير القطري غير المقيم في أفغانستان صقر بن مبارك المنصوري زار أفغانستان قبل نحو أسبوعين، والتقى وزير الشؤون الخارجية صلاح الدين رباني، وطلب دعم أفغانستان لموقف بلاده في الأزمة الواقعة مع المملكة. وأضاف المصدر بأن الجانب الأفغاني طلب منه قيام قطر بمنع تنقلات وأنشطة مكتب طالبان في قطر، وتجفيف مواردها المالية هناك، ووقف أنشطة مؤسسة باغواش. وأكد المحلل السياسي الأفغاني جاويد غفور أن تصريحات الدبلوماسي السعودي أزاحت الستار عن الأعمال المضادة للإسلامية والإنسانية لحركة طالبان خلال الأيام الأخيرة، ولذلك تعارضها بشدة دول مثل المملكة وتعتبرها جماعة إرهابية. دبلوماسي سعودي: نملك أدلة على دعم قطر لحركة طالبان .. ونائب أفغاني ل : الدوحة تدعم المكتب بمليوني دولار شهرياً لم
