قال الرئيس التركي المنتخب رجب طيب اردوغان في آخر خطاب له كزعيم لحزب العدالة والتنمية إن مهمة الحزب في تغيير وجه الأمة ستستمر بعد أن يترك سياسات الحزب ويتولى رئاسة البلاد. ويرى أنصار اردوغان فيه بطلا أعاد القيم الدينية إلى الحياة العامة التي هيمنت عليها طويلا المثل العلمانية لمصطفى كمال اتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة عام 1923. لكن منتقديه وبينهم العلمانيون والذين يميلون نحو الغرب يخشون من تزايد النزعة الاستبدادية في الدولة. وتابع اردوغان الذي سيؤدي اليمين رئيسا للبلاد يوم الخميس إن اليوم هو يوم ميلاد تركيا جديدة. ورفض اردوغان القول بأن الحكومة الجديدة التي سيقودها رئيس الوزراء القادم وزعيم حزب العدالة والتنمية الجديد أحمد داود أوغلو ستكون حكومة "انتقالية" وأوضح أن أولوياته لن تحيد عن الطريق الذي رسمه عندما كان رئيسا للوزراء. وقال اردوغان في آخر خطاب يلقيه كزعيم للحزب الذي شارك في تأسيسه قبل 13 عاما "ما يتغير اليوم هو المظهر وليس الجوهر. المهمة التي أخذها حزبنا على عاتقه ..جوهرها وأهدافها ومثلها.. لم تتغير." وبموجب الدستور يتعين على اردوغان كرئيس أن ينهي صلاته بالحزب لكن متشككين يتساءلون عن مدى إمكانية بقاء الحزب متماسكا دون قيادته الصارمة. وحضر آلاف من أنصار حزب العدالة والتنمية المؤتمر العام للحزب في أنقرة بينما تابع آلاف آخرون الحفل -الذي افتتح بفيلم عن مسيرة اردوغان السياسية- على شاشات عرض عملاقة تحت شمس حارقة. وقال مسؤول إن وزير الخارجية السابق داود أوغلو الذي كان المرشح الوحيد لخلافة اردوغان حصل على أصوات 1382 من المندوبين. وكانت الأصوات الستة الباقية باطلة. واعتلى داود أوغلو المنصة ليقول إن الدولة بحاجة الى دستور جديد ليبرالي الطابع ليحل محل دستور ولد من رحم انقلاب عسكري عام 1980. وسيتيح ذلك وضع أسس رئاسة ذات صلاحيات أوسع وهو الأمر الذي يتبناه اردوغان علنا. وقال داود أوغلو في خطابه "إرث اردوغان شرف لنا وسندافع عنه حتى النهاية." وتعهد داود أوغلو بالابقاء على الحزب موحدا والمضي قدما في عملية السلام مع الأكراد ومواصلة مسعى تركيا للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي. ولم يخف اردوغان رغبته في الحصول على مزيد من الصلاحيات الرئاسية ومواصلة نشاطه السياسي بصورة أوسع من سابقيه الذين كان دورهم شرفيا إلى حد كبير. وقال "واجب الرئيس ليس اعتراض سبيل الحكومة بل فتح الطريق أمامها" في محاولة على ما يبدو لطمأنة منتقديه. * تركيا الواثقة وكان اردوغان قال في وقت سابق يوم الأربعاء إنه سيطلب من داود أوغلو تشكيل حكومة جديدة غدا الخميس وإن التشكيل الوزاري الجديد سيعلن يوم الجمعة. ومن المتوقع إلى حد كبير بقاء الفريق الاقتصادي الحالي وبينهم نائب رئيس الوزراء علي باباجان ووزير المالية محمد شيمشيك دون تغيير بينما يعتبر رئيس المخابرات حقان فيدان المقرب من اردوغان ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي مولود جافوش أوغلو من أبرز المنافسين لتولي حقيبة الخارجية. وقال مسؤولون كبار إن من المتوقع أيضا أن يتولى يالجين أكدوجان مساعد اردوغان منصبا في الحكومة ربما نائبا لرئيس الوزراء بينما يعتبر نائب رئيس حزب العدالة والتنمية مصطفى سنتوب مرشحا لمنصب وزير العدل. وقال حاتم إته مدير معهد سيتا ومقره أنقرة إن دور داود أوغلو إضافة إلى مواصلة الكثير من سياسات اردوغان سيكون أيضا إحراز نجاح في الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في يوننيو حزيران القادم. وسيعزز الحصول على أغلبية كبيرة فرص الحزب في تغيير الدستور وتأسيس النظام الرئاسي الذي يريده اردوغان. وقال اته "أهم بند في جدول أعماله سيكون ضمان عدم خسارة حزب العدالة والتنمية أي أصوات في هذا الوقت أو ربما الأفضل ان يزيد هذه الأصوات." وكرر داود أوغلو القول بأن محاربة "الدولة الموازية" وهو التعبير الذي يستخدمه كبار المسؤولين لوصف أنصار رجل الدين المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله كولن ستظل أولوية. وتتهم حكومة أردوغان شبكة من أنصار كولن الذين زاد نفوذهم في الشرطة والقضاء بالتسلل الى مؤسسات الدولة في محاولة للاطاحة بالحكومة من خلال تنظيم احتجاجات في الشوارع الصيف الماضي وفضيحة فساد تكشفت في ديسمبر كانون الأول.