في تهويل وتضليل، برزت شخصية الإعلام وشيطنة سعلو 21، وتشدق كل مُفتي حتى تقلد منصب ناشط فضائي كل إنسان بالأرض اللهم إلا العُقلاء، حول الصاروخ الصيني، وأمنه على الأرض".. فبين التهويل الزائد لخطورة الأمر، والحقائق العلمية، ترقبت البشرية مساره وترصدت له المحطات الجوية العالمية، وتوقعت شرطية العالم سقوطه، ليعيش الجميع على وجه الأرض حالة قلق وتخوف، متناسين أنها حدثت تلك الحوادث من قبل، وكان المدى الذي أحدثته بسيطاً ولم يضر أحداً، حيث قال عالم الفضاء المصري "فاروق الباز" إنه "لا داعٍ للتخوف، فلا أحد يعرف أين سيسقط الصاروخ، ولا يوجد أي طريقة للتحكم به وتوجيه مساره، ما يزيد التخوف من سقوطه على أي بلد"، بل وقال "كراغ"، رئيس مكتب برنامج السلامة بوكالة الفضاء الأوروبية إلى أن "متوسط كتلة يبلغ وزنها حوالي 100 طن، يدخل الغلاف الجوي بطريقة غير خاضعة للرقابة سنوياً"، حسب تصريحه لموقع "سبيس نيوز فالأمر طبيعي إذاً.. ولنتذكر أن وزن طائرة حربية بدون حمولة قرابة 170 طن، ووزنها يفوق وزن الصاروخ 20 مرة، ليكون هذا الجزء من أكبر قطع الحطام الفضائي التي تعود عبر الغلاف الجوي إلى الأرض، ويقدر الخبراء وزنه بما يتراوح بين 18 و22 طناً.. وكم منها سقط ولم يتخوف أحد أو يتحسب لضررها دولة، وكأن الموقف مُسيساً ليوافقهُ الإعلام عبر تشوهاته التي تترصد بالعالم، رغم منع الأممالمتحدة أو وكالة ناسا وغيرهما أي نظام يمنع إرسال الصواريخ للفضاء إلا بقيود، لحماية الأرض لكن الصواب هو تحجيم أية قُدرات تريد أن تُنافس شرطية العالم، فحينما تسلم "بايدن" الرئاسة الأمريكية قال: "إن الصين تُريد أن تُصبح القوة العظمى بالعالم وهذا لن يحدث بعهدي". ورغم ذلك انطلق الصاروخ (لونغ مارش 5 بي) من جزيرة "هاينان" الصينية في 29 أبريل نيسان، حاملاً على متنه مركبة تيانهي غير المأهولة، والتي كانت تحمل ما سيصبح أماكن للمعيشة في محطة فضائية صينية دائمة، تنبأ بسقوطه "جوناثان ماكدويل" عالم الفيزياء الفلكية، ربما في منطقة سكنية مثلما حدث في مايو 2020 عندما سقطت أجزاء من الصاروخ (لونج مارش 5 بي) الأول على ساحل العاج، مما ألحق أضراراً ببعض المباني وإن لم ترد أنباء عن إصابات بشرية.. وافقه السقوط بالمحيط الهندي للنسخة الأخيرة، وكأنه إرهاب رغم تأكيد بكين أنّ برامجها الفضائية سلمية، وأنّ المحطة الفضائية التي تسعى إلى إنشائها بحلول عام 2022 ستكون مجالاً للتعاون الدولي على غرار محطة الفضاء الدولية، ليكون الإعلام سيد التهويل وارجاف الشعوب على غرار قاعدة (أخلق لك عدو حتى لو لم يكن لك أعداء وافضحه إعلامياً لتكسب دعم الجميع واقضي عليه لتكون أنت البطل). فالواقع يشهد منذ أحداث سبتمبر وما تحولت به ديمقراطية أمريكا إلى دكتاتورية شرسة، انتجت حرب العراق والقضاء على جيشه واستباحة مقدراته، وتحجيم نووي إيران، ورؤيتهم لإركاع دول الخليج التي قادتهم السعودية لبر أمان عالمي من سموم إرهاب الإيران بالمنطقة، حتى اختلاق مشكلة سد النهضة لاستهداف الجيش المصري - ولن يستطيعوا بإذن الله-، لتستمر سياسة "جاك الذيب جاك وليده" طالما أنها تُحقق أهدافها، وهم يعلمون عين اليقين أنه لن يُرهبُنا ما يُدبرون طالما نعي مستقبلنا ونرسمه لأجيالنا.. بقيادة واعية شابة أعزنا الله وبلادنا بدينه وجعلنا قلب العالم وإمامه..