وجدنا خيرَ عيشنا بالصبر .. قالها الفاروق – رضي اللهُ عنه- فإذا كان الصبرُ نِصف الإيمان ، فإنَّ اليقين الإيمان كُلُّه .. هذا ما جاء على لِسان عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه- الذي أكَّد على أنَّ الإيمان نصفان : نصفٌ صبر ، ونصفٌ شُكر. وللحسن البصري – رضي الله عنه- مقولة ، تقول:( الصبر كنز من كُنوز الجنَّة ، وإنَّما يُدرِكُ الإنسان الخير كُلّه بِصبر ساعة. وعلَّق سفيان الثوري – رحمه الله- عن الصبر ، فقال:( ثلاثةٌ من الصبر : لا تُحدِّث بِمُصِيبتك ، ولا بوجعك ، ولا تُزكِّ نفسك). وحينما يكون الصبر من الإيمان بِمنزلة الرأس من الجسد – كما قال ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه- حيثُ أكَّد : فإذا قُطع الرأس بار الجسد. وأكد ذلك عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله- عندما قال:( ما أنعم اللهُ على عبدٍ نِعْمَةً ، فانتزعها منه ، فعاضهُ مكانها الصبر ، إلّّا كان ما عوَّضهُ خيراً ممَّا انتزعه). ومن شِدَّة أعجاب علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – بالصبر ، قال عنه:( لو كان الصبرُ رجُلاً ، كان أكملَ الرجال ، وإنَّ الجزع والجهل والشَرْه والحسد ؛ لفرُوع أصلها واحد ). وتعليقاً على ما أكَّدهُ ابن مسعود – رضي اللهُ عنه – عن أنَّ اليقين الإيمان كُلّه ، فإنَّ سفيان الثوري – رحمهُ الله – قد قال:( لو أنَّ اليقين استقرَّ في القلب ، كما ينبغي ؛ لطار فرحاً وحُزناً وشوقاً إلى الجنَّة ، أو خوفاً من النَّار). إنه اليقين حينما يستقرُ في القلب ، اليقين بالموت ، الذي ذكره عمر بن عبدالعزيز ، حينما قال:( لو فارق ذِكْر الموت قلبي ساعة ؛ لَفَسَدَ!!). وأكَّد كذلك على عدم حُبه أنْ يُخفّف عنه الموت ، إذْ قال:( ما أحبُّ أنْ يُخفَّف عني الموت ؛ لأنهُ آخر ما يُؤجر عليه المُسلم). وعنوان صحيفةُ الميت ؛ ثناء النّاس عليه ، كما قال ذلك ابن مسعود – رحمه الله – فاليقين عماد الإيمان ، والإيمان إخلاص العمل . وفي آخر كلامنا عن الصبر ، ما قالهُ الفضيل ابن عياض – رحمه الله- :( لو كان مع عُلمائنا صبر ، ما غدوا لأبواب هؤلاء.. يعني المُلوك!).