محمد بوقس سبحان الله العظيم اعجاز رباني في سائل لعاب الفم عند الإنسان تفاعله متعادل وذلك كي يعطي الفرصة لأنزيم الأميليز الخارج من الغدد اللعابية من الفم كي يحلل النشا إلى سكريات بمعنى هضم الكربوهيدرات عديدة التسكر مثل النشا ليتم تحويلها إلى سكر المالتوز ثم بعد ذلك إلى سكر الجلوكوز، وأما سائل المعدة فهو وسط حمضي لإعطاء الفرصة لأنزيم الببسين وحمض الهيدروكلوريك لهضم البروتينات وتفكيكها إلى جزيئات أصغر فأصغر وإلى مستحلب ثخين يسمى الكيموسين الذي يتجه بعد ذلك إلى الأمعاء الدقيقة التي يكون فيها الوسط قلوي ويتم هضم النشويات التي لم تهضم في الفم بواسطة انزيم اميليز البنكرياس وتحويله إلى سكر المالتوز في وسط قاعدي ثم إلى سكر الجلوكوز حيث يتم تحويل مادة الكيموسين إلى مستحلب خفيف يسمى الكيلوسين ليسهل امتصاصه في الأمعاء ثم إلى خلايا الجسم. وكما هو معروف أن اللعاب هو سائل شفاف يفرز من الغدد اللعابية في الفم وهو متعادل كميائياً ويحتوي على الماء والأملاح وبعض البروتينات والأنزيمات، ويعد الماء هو المكون الرئيسي حيث تصل نسبته حتى 99%، ويفرز اللعاب من مجموعة من الغدد الموجودة في منطقة الرأس وهي الغدد النكافية التي توجد أسفل الأذن والغدد الموجودة أسفل اللسان والغدد الموجودة أسفل الفك وهذه الغدد هي المسؤولة عن إفراز اللعاب وكميته. وسائل المعدة حمضي بتأثير حمض الهيدروكلوريك المعدي الذي يهيئ الوسط الحمضي المناسب لعمل أنزيمات المعدة ويعمل على تنشيط أنزيم الببسينوجين إلى الببسين النشط الذي يهضم المواد البروتينية إلى مواد صغيرة ويكون السائل الثخين المسمى الكيموسين لتسهيل نزوله إلى الأمعاء الدقيقة، وأما سائل الأمعاء الدقيقة فهو قلوي ليسهل عمل أنزيم بروتيز في المعدة والبنكرياس والأمعاء الدقيقة والذي يحول السائل إلى مستحلب خفيف يسمى الكيلوس ليسهل امتصاصه إلى خلايا الجسم المختلفة. وكما هو معروف أن عدد الأنزيمات الهاضمة في جسم الإنسان يصل إلى سبعون ألف أنزيم تعمل جميعها على تنظيم عملية التمثيل الغذائي في الجسم لتستفيد جميع خلايا الجسم بالمواد الغذائية المختلفة التي نتناولها. قال تعالى في محكم كتابه الكريم: {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)} الإسراء. اللهم انا نسألك أن تديم علينا نعمة الإيمان ونعمة الأمن والأمان والاستقرار وأن تحفظ بلادنا وقادتنا انك سميع مجيب الدعاء وصلى الله على نبينا وقدوتنا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
