تسود حالياً في كثير من الدول العربية مشاحنات ومماحكات تقوم بها تنظيمات وفصائل وجماعات سياسيه للوصول إلى السلطه والاستيلاء على المناصب والتحدث باسم الشعوب وكأنهم وكلاء حقيقين عنهم , تلك هى صورة البلاد العربيه ولكن قد تتماشى تلك الصوره فى جميع تلك البلاد الا مع قضيتنا الفلسطينيه وهي قضية كل العرب فظهور مجموعه من المنظمات السياسيه الفلسطينيه التي تبنت العمل السياسي منذ العدوان الصهيوني في 48 , وخوض تلك الفصائل والمنظمات للسير فى حرب التحرير الشعبيه و لتحرير فلسطين الوطن المفقود واتخذ كلا منها عقيده فكرية وبرامج سيا سية , واستقلت كلا منها باجهزه عسكريه وسياسيه واعلاميه ادي ظهور وتعدد تلك الفصائل التي توطدت بعد عام 67هى . إحدى عوامل انهيار الكيان القومي الفلسطيني وما استتبعه من نتائج وظروف فكان خروج ارض فلسطين من حوزة الشعب الفلسطيني لتتحول الى اسرائيل , والى ادارات الدول العربيه وكان قيام تجمعات متقطعه ومتباعده تتحكم فيها ظروف متباينه من حيث المناخ السياسي والحريات العامه والمصالح الاقتصاديه بعد شتات 48 , وكان عزل الفلسطينين عن ممارسة اية اراده وطنيه مستقله على اى جزء من ارض وطنهم وما لحقه من تشتت الاتجاه السياسي الفلسطيني بين التيارات السياسيه المتواجده , وما صاحبه من زيادة الفاعليه السياسيه بين الفلسطينين وكان تداخل كل ذالك مع الاوضاع السياسيه والاقصاديه العربيه , ليصنع ظاهرة التعدد للفصائل والمنظمات الفلسطينيه مما ادى الى (اخفاق تحقيق الوحده الوطنيه الفلسطينيه ). تلك العوامل أدَّت الى دخول شعبنا الفلسطيني فى حاله من الاكتئاب والاحباط وخيبة الامل من ايجاد حل لقضيتنا , ففى الوقت الذي تحتاج قضيتنا الى وحده وطنية وارادة واحده فتحرير فلسطين والوحده الوطنيه هدفان متكاملان يهيئ الواحد منهما تحقيق الاخر , فيجب ان نعلم اننا فى مرحله لاتسمح بالتعدد لميول فكريه وعقائديه ونرى امامنا وطن وشعبنا اصبح فى حالة الاعياء الجسدي والنفسي لكل ما يسمع وما يرى من تلك الفصائل بسبب تقليد اعمى لاحزاب او تجمعات متفرقه , فوضعنا السياسي لا يسمح لتلك الافكار السياسيه والدينيه ويجب ان ننظر لشعبنا فى الداخل والشتات بعين الرأفه والحكمه للوصول الى حل لتلك القضيه التى اصبحت تقارب الى القرن ولم تصل الى بدايه لحلها . 1