هل يمكن لشركة نامية تحقق معظم أرباحها من خلال بيع منتجاتها للأفراد في الصين، أن تنعش شركة عملاقة تبيع منتجاتها للمؤسسات الكبرى؟ إذا كان المشتري أبل والمستهدف هو "آي بي إم"، سيكون الجواب: "ربما". فهناك 3 أسباب قد تجعل مثل هذا الاندماج غير المحتمل منطقياً. وقبل البدء بعرض هذه الأسباب، تجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الصفقة من شأنها أن تسعد وارن بافيت، وفقاً لوكالة أنباء أسوشيتد برس؛ فهو يعتقد بأن "آي بي إم" ستحقق المزيد من الأرباح خلال 10 سنوات من الآن مقارنة بما تحققه اليوم، كما أنها تعيد شراء أسهمها بقوة. وسواء أحدث ذلك أم لا، فإن أبل تعتمد بشكل أساسي على تزايد الطلب في الصين لخط "آي فون" ذي ال8 سنوات. حيث تعد هذه السوق هي الأكبر للشركة، بعد ارتفاع مبيعاتها هناك بنسبة 70٪، لتصل إلى 16.8 مليار دولار في الأشهر ال3 الأولى من عام 2015، في حين استمرار التقلص في نمو "آي بي إم" دفعها لاستثمار 4 مليار دولار في مجال الحوسبة السحابية، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال". وخلال الفترة نفسها، انخفضت عائدات الشركة بمعدل 12٪ لتصل إلى 19.59 مليار دولار. فيما ضاعف تحسن قيمة الدولار من تأثير تقلص مبيعات الأجهزة، وتوالي الانخفاضات السنوية على الشركة وفقاً للصحيفة نفسها. 1- تيم كوك يعرف "آي بي إم": يذكر موقع (Biography.com) بأن كوك عمل لدى الشركة من 1982 إلى 1994، وشغل فيها أخيراً منصب "مدير التصنيع والتوزيع للحواسيب الشخصية في الأمريكيتين. فيما تذكر صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن شركتي "آي بي إم" وأبل عقدتا شراكة تسويقية في تموز -يوليو 2014، لتقديم تكنولوجيا أبل إلى الشركات الكبيرة. ومنذ ذلك الوقت، عملت "آي بي إم" على تطوير برمجيات توافق نظام تشغيل iOS الخاص ب"أبل"، بينما لم تتضح مدى أهمية الأرباح المترتبة لكل من الشركتين من وراء هذه الشراكة. وفي الشهر الماضي، أعلنت الشركتان عن صفقة لتقديم أجهزة "آي باد" لليابانيين المسنين من خلال البريد الياباني. لكن حتى الآن،لم تعزز شراكة "آي بي إم" مبيعات هذا الجهاز، والتي تراجعت بنسبة 23٪ لتصل إلى 12.6 مليون في الأشهر ال3 الأولى من عام 2015. 2- أبل قادرة على إتمام عملية الشراء: تبلغ القيمة السوقية لشركة "آي بي إم" حالياً، 171 مليار دولار. ودعونا نفترض أن بافيت سيكون مستعداً للتخلي عن أسهمه مقابل دفع 20% أخرى من القيمة للحصول على حصة مسيطرة، فهذا يعني أن هذه الشركة قد تكلف أبل 205 مليار دولار. وفي الوقت الحالي، تبلغ قيمة أبل السوقية 743 مليار دولار. ويمكنها اقتراض المزيد من المال إذا قررت الاقتراض للمساعدة في تمويل هذا الشراء البالغ 205 مليار دولار، لكن هذا الأمر سيتطلب 28٪ من أسهم شركة أبل لشراء "آي بي إم" بهذا السعر. 3- آي بي إم بحاجة إلى مساعدة في التنفيذ: تتوقف الجدوى الاقتصادية من هذه الصفقة، على مدى التدفقات النقدية الإضافية ضمن قيمة الدولار الحالية، وبما يكفي لأكثر من مجرد التعويض عن سعر الشراء. وعلاوة على ذلك، قد تكون أبل قادرة على فصل بعض من خطوط "آي بي إم" التي لا تصلح للشركتين بعد اندماجهما معاً. من ناحية أخرى، تمتلك "آي بي إم" فرع مبيعات واستشارات متطور، تفتقر أبل إلى نظيره. في نهاية المطاف، لن تكون مثل هذه الصفقة منطقية إلا إذا تمكنت أبل من معرفة كيفية تحويل "آي بي إم" إلى شركة ذات نمو سريع، من خلال بيع منتجات ترغب الشركات في امتلاكها. وهذا ما سيتبين لاحقاً.