الشيخ محمد العوضي والفنان حسن عسيري

يذكر الشيخ محمد العوضي، أنه التقى بالمطرب نبيل شعيل في الطائرة، فلما نزلا أمسك المطرب بيد الشيخ، فصار الشباب يمرون بهما ويغنون أغنية نبيل "إيدي بيدك يا حبيبي".
في الحقيقة، إن الشيخ فيه من الإنسانية ولا أزكيه على الله ما يدفعه للتعامل مع البشر كبشر وليس كشياطين وملائكة، وأظن أن ذلك سبب في أنك تسمع للشيخ ويؤثر فيك، وتشعر أن ما يقوله يغيرك من الداخل، فهو فوق علمه وثقافته الواسعة يركز على قضايا الأمة الحيوية، وأهمية النظر عند حلها بما يضمن حلها لا تبعثرها وتشعبها وخلق قضية أخرى كالعداء والكراهية.
ومن أهم تلك القضايا قضية الدراما التي وضع الشيخ حلقة عنها بعنوان "جناية الدراما الخليجية" في برنامجه "بيني وبينكم" الذي يعرض بالمناسبة على قناة "اقرأ" وقناة "الراي".
في تلك الحلقة عرض الشيخ دراسات عن تأثير الدراما على مجتمعاتنا، كما عرض دراسة تؤكد بُعد الدراما الخليجية عن المجتمع الخليجي وأخلاقياته، ثم عرج على أهمية مواجهة كل من يشارك في هذه الدراما بما يسببونه لمجتمعاتنا، كما نوه لوجوب توجيههم الوجهة الصحيحة والدور المفترض للدراما، كما سبق للشيخ أن تحدث عن أهمية استخدام المشهد في تربية المجتمعات وتثقيفها في حلقات سابقة.
وفي نفس يوم عرض الحلقة وضع الشيخ صورة لطيفة في حسابه في تويتر، وهو يمسك بكف الفنان حسن عسيري ويتحدث إليه، وقد أيقنت من الصورة أنه لابد يعيد عليه ما قاله في الحلقة.
في الواقع، إن الفنان حسن عسيري يملك الموهبة والثقافة والنشاط، فمن ممثل إلى صاحب شركة للإنتاج الفني، أي أنه أحد الأشخاص الذين تود أن تكسبهم، لا أن تخسرهم، فالقليل من الوعي بأهمية الفن ودوره في التغيير والارتقاء بالأمة كافٍ جدا.
لقد شاهدت هذا العام حلقتين من مسلسل "كلام الناس" الحلقة الأولى والحلقة التي تحدثت عن السكن.
فالحلقة الأولى كانت فعلا قفزة في الإبداع والتميز، خاصة في السيناريو والأداء، وقد أعجبني في الحلقة أنها لامست الجرح بشجاعة، وعرضت حقائق بجرأة، كما أنها لم تزج بالعنصر النسائي فيما لا يحتاج لوجودهن فيه، كما أعجبتني الحلقة التي تحدثت عن غلاء الإيجارات، واستوقفني ذكاء حسن عندما جعل المستأجر وصاحب البناية من نفس البيئة، فمنع انصراف الأذهان إلى مسألة المناطقية، والتعصب اللذين تعزف عليهما بعض الأعمال الأخرى.
أتمنى أن يستمر حسن عسيري في هذا النهج، وأن يمنحنا فرصة مشاهدة أعمال جيدة مؤثرة إيجابا في المجتمع.