عبدالله الجميلي - المدينة السعودية قال الضَمِير المُتَكَلّم : أيها العَالِم قِوَام الأمر أن تحمل هيبة العلم في نفسك، وتملأ بها قلبك، وتستشعر أنك تحمل ميراث الأنبياء، وتنتسب إلى ركب الشرفاء، وانظر أول الأمر: هل أبكاك ما تحمل من علم يومًا من الدهر؟ فإن لم يكن الأمر كذلك فالأولى أن تنزع نفسك من رِبْقَتِه، فما أنت لحمله بأهل ...) .ثم إن المساجد هي الموطن الأول للعلم والعلماء، ولها حرمتها في القلوب، وجلالتها في الصدور، فما حَسَنٌ أن نجعل من مواعظنا ودروسنا فيها طرائف أخبار مضحكة، ووقائع وأحداث نسردها لغرابتها، ربما يأنف بعض أهل الدنيا أن تُذكر في مجلسه ثم نقول : نريد أن نرغّب الناس، أو نزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحك ويمازح أصحابه. فما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل شيئًا من هذا في حلقة علم ومجلس ذكر، بل كانت مواعظه تجل منها القلوب، وتذرف منها العيون ...) . وأعظم من ذلك أن تعلم أن المساجد بيوت الله فلا تجعلها إلاّ في آيات تفسرها أو أحاديث تشرحها أمّا أن يكون حديثك عن أشخاص تمجدهم في بيت قد بُني لله، أو أن يكون حديث عن أقران تبغضهم وتنافسهم فتذمهم وتبخسهم حقهم في بيوت أقيمت على الحق والعدل والميزان. .. ). ولمنبر الجمعة هيبته ... فليس الجمعة تقريرًا ذا أرقام عن منكرات قد وقعت، أو مواضيع توعية محضة يقوم بها أفراد المجتمع ومؤسساته كأسبوع المرور، وأسبوع الشجرة وما يتبعهما ...) ولقد شاع في زماننا هذا المحاضرات التي تعتمد على القصص الواقعي، وهذه المحاضرات قد تكون نافعة بعض الشيء في العاجل، لكنها ذات أثر سيئ في الآجل. إذ ينجم عنها تصدر ( الأصَاغِر )... ، ولو كان كلُّ مَن غسّل موتى، أو عمل في الهيئة فشاهد وقائع، أو أسعف جرحى فرأى محتضرين، أو عمل شرطيًا فأشرف على فساد بعض العاصين، لو كان هذا يسوغ لصاحبه أن يتصدر لما أفنى العلماء أعمارهم في الطلب والمدارسة والقراءة ... ؛ فليس كل من حضر واقعة أهلاً لأن يحكيها، فضلاً أن يستنبط منها ما ينسبه بعد ذلك للدين...) . وتصدر أمثال هؤلاء يطعن طلبة العلم المثابرين في مقتل؛ لأنهم يرون مَن تلك بضاعته قد علا وساد وساق العباد، فعلام يقتلون أنفسهم سعيًا ونصبًا في جمع العلم ومدارسته؟ ولولا تثبيت الله لهذه الطائفة حتى ينفع جل وعلا بها الأمة وبعدُ لهلك الناس). النص أعلاه أجزاء كبيرة من مقالة للشيخ ( صالح المغامسي ) ؛ وهي دروس مهمة يجب أن يعيها أفراد المجتمع فلا يأخذوا العلم ولا يقبلونه إلا من أهله . وأن يبتعدوا عن بعض ( مُهَرجِي المنابر) الذين حوّل بعضهم الوعْظ إلى مسرحيات كوميدية ساخرة بعبارات سخيفة ، ذلك المقال درس نافع لكل من يتلبس بالعلم ، ويتخذ من منبر المسجد أداة للنيل من خصومه ، المقال دعوة لكيما تعود للمنابر هيبتها !! فالشكر وصادق الدعاء لشيخنا ( صالح المغامسي) على هذا الطرح الرائع . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.