يبلغ الإنسان بالنيات ما لا يبلغه بالعمل ) هذا الأثر العظيم والقول الكريم يعطي دلالة بالغة الوضوح على أن النية الحسنة تفضي إلى نتائج تفوق بمراحل وربما بسنوات ضوئية العمل الذي يبذل فيه الإنسان جهدا ووقتاَ ومالا، ( وقد قالوا قديماَ ( النية مطية ) وكأنما يريدون من هاتين الكلمتين البليغتين التوجيه والتوضيح أنه كلما كانت النوايا حسنة كانت مطية لصاحبها للنجاح والتوفيق، وكلما كانت النوايا سيئة كانت مطية له للإخفاق والفشل، وحسب (ويكبيديا) فسفراء النوايا الحسنة (Goodwill Ambassador of the United Nations) هم شخصيات عامة ومشهورة لهم مكانتهم في منطقتهم تختارهم هيئة الأممالمتحدة للقيام ببعض الأعمال الإنسانية ودعم القضايا التي تتبناها الهيئة وهو تكليف تشريفي ليس له صفة الدبلوماسية الرسمية والهدف من اختيار هؤلاء المشاهير أن شهرتهم تساهم في نشر الوعي والدعم تجاه هذه القضايا، ويمكن أن يكون هذا التكليف على مستوى دولي أو إقليمي أو محلي، وأعتقد جازما بأنه لو أجري استطلاع واستفتاء للرأي لاختيار سفراء رياضيين للنوايا الحسنة في رياضتنا المحلية فإن الجماهير الرياضية السعودية والإعلام الرياضي سيقع اختيارهم - وبشكل تلقائي - على رجال النادي النموذجي الفتح فهم من يستحقون ذلك وبكل تأكيد. أما لماذا فهو ما سأتناوله في المقبل من السطور. رجال الفتح حينما تقدموا لإدارة النادي وأعضاء شرفه حين أنفقوا الملايين كان ذلك من أجل الأحساء وشبابها، ولكي تحتل رياضة الاحساء المكانة اللائقة والمرموقة بين أندية الوطن فهم سفراء لمحافظتهم مثلوها أجمل تمثيل في المنافسات المحلية، الأمر الذي أثمر عن أغلى البطولات هذا الموسم ليتحول الأمر من التمثيل الرياضي المحلي إلى العربي ثم سيكونون - بإذن الله - خير سفراء لوطنهم في الموسم الرياضي المقبل في المحفل القاري الآسيوي، وحينما ننظر إلى تصريحات المسئولين في إدارة النادي وأعضاء شرفه والأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين سنجد أنها تتميز بالتوازن والنضجين الانفعالي والسلوكي وهذه التصريحات المتزنة تكون إجابات لأسئلة مثيرة ضمن أوقات عصيبة يكون فيها الإداري أو اللاعب في وضع من الضغط النفسي الرهيب، لكننا نجد التصريحات بعيدة عن التجريح أو الاتهام او الدخول في مناوشات ومشاكسات ومناكفات مع أي من إدارات أو لاعبي أو جماهير الفرق المنافسة، وتوضح ال (ويكبيديا) إن سفراء النوايا الحسنة من المشهورين، وكذلك رجال الفتح جاءتهم الشهرة ولم يطلبوها، وأولئك السفراء في منصبهم التشريفي يدعمون أعمالا إنسانية وقضايا مهمة، وبالتأكيد الإدارة الفتحاوية دعمت الرياضة المحلية ونشرت الوعي بأنموذجها الرياضي الفريد الذي تبلور في تخطيط سديد وعمل مؤسسي غاية في الروعة والتميز. رجال النموذجي بلغوا - بنياتهم الطيبة - ما لم يبلغه غيرهم بالعمل والمال فكان نتيجة ذلك أنهم امتطوا هامة المجد بإنجازهم الرياضي التاريخي. إنهم يا سادة سفراء النوايا الحسنة .. وكفى.