إثر مباشرة الإداريين والإداريات في قطاع التعليم عملهم، تجد كثيرا من المعلمات مُكرهات لترك أطفالهن مع العاملة المنزلية لحين عودتهن، خاصة مع انعدام وجود رياض أطفال لإيداع الأطفال فيها وقت الإجازة الصيفية، وما أشعل فتيل الخوف في قلوب الأمهات المعلمات منهن والموظفات، قصة «الطفلة نوال» التي قتِلت غدرا علي يد خادمة. «اليوم» التي تعايشت مع مشاعر العديد من الأمهات، كانت قد التقت ببعض منهن لطرح المشكلة، ومناقشة بعض الحلول التي يمكن من خلالها تلافي الجرائم المماثلة. صفع وتنكر أشارت المواطنة فجر عبدالله إلى تعرض طفلها البالغ من العمر 4 سنوات لبعض الممارسات المؤذية من عاملتها في وقت غيابها، حيث يشتكي دائما من صفعها لوجهه وقت تناول طعامه في المطبخ دون رد فعل كان قد بدر منه، حيث حاولت معرفة سبب تصرفها معه ولكنها تُنكِر ذلك في كل مرة. تنمر خلال الغياب وأضافت المواطنة مريم خالد: ان زوجها قام بنصب كاميرات مراقبة في المنزل، إثر بُقعة مائلة إلى اللون الأزرق قد وجدتها على فخذِ طفلتها الرضيعة ذات يوم، وبكائها الشديد ما إن حاولت لمسها، وبالفعل وجدت أثر ضررها من خلال الألم الذي ألم بالطفلة، وأثبتت لها كاميرات المراقبة تسلط العاملة وتنمرها وقت مزاولة الأم عملها. سلوك مغاير ولفتت المواطنة خلود محمد إلى تغير سلوك أطفالها في فترة من الفترات، حيث أصبح أحد أطفالها يتلفظ بألفاظ غير معهودة، ولا يتم تداولها في أسرتها، ما جعلها تستنكر ذلك، على إثره حاولت معرفة مصدرها، قامت بمراقبة طفلها وشهدت خلافا نشب بينه وبين الخادمة فما كان منها إلا أن تلفظت أمامه بألفاظ بذيئة، مُهددة إياه بالضرب بآلة حادة تستخدمها في أعمال المنزل. تعامل بلباقة من جانبها، شددت طبيبة الرعاية النفسية الأولية الدكتورة ميساء الدليقان على ضرورة التعامل مع العاملة المنزلية بلباقة واحترام، ومناداتها باسمها دون ذكرها فيما بين الأسرة ب «خادمة»، مُشيرة إلى ضرورة حصر مهامها في المنزل، وعدم الإثقال عليها. نقاش مثمر وفي سياق محاولات التمرد التي قد تصدر من الخادمة، أشارت الدليقان إلى ضرورة مناقشة ربة المنزل لخادمتها دون تجريح، وذلك لتفادي أي مشكلة قد تصدر منها، مُنوهة أن تربية الأطفال ينبغي أن تكون تحت إشراف الأم، فتحرص كل الحرص على عدم تركهم فترة طويلة مع الخادمة دون مراقبة واهتمام، ضمانا لسلامتهم. انتباه ومراعاة وأضافت قائلة: في حين يبلغ الطفل عمر السابعة تعتمد بعض الأمهات اعتمادا واضحا على العاملة في مرافقة الطفل، الانتباه عليه، وإطعامه والقيام بجميع ما يحتاجه، للدرجة التي تجد فيها الخادمة تُمازح الطفل وتلاعبه دون مراقبة الأم، ما يُحدث ذلك فجوة كبيرة بين الأم والطفل، حيث تبدأ الخادمة بأخذ دور ليس دورها كتهذيب الطفل وتقويم سلوكه بما يتناسب مع وضعها، فيؤثر ذلك سلبا على سلوكه، وتظهر أعراض القلق فور شعوره بالخوف منها من تبول لا إرادي، قضم الأظافر والعدوانية ضد إخوته. تعويض الغياب على إثره شددت الدليقان على ضرورة بقاء دور الأم الرئيس في منزلها، وخاصة حين عودتها من عملها - للأم العاملة -، كما أشارت لأهمية تعويض الأطفال عن فترة غيابها، بحيث يُلغى دور العاملة كحاضنة بمجرد دخول الأم للمنزل. وعن دور الحوار مع الأبناء قالت: يُعتبر الحوار عاملا رئيسا لفهم الأبناء ومطالبهم، وتشجيعهم على الثقة بالنفس والدفاع عن ذواتهم بالرجوع للوالدين في حال استدعت الحاجة. ونوهت إلى ضرورة توعية الأبناء بالاعتماد على أنفسهم، وتعليمهم أساليب النظافة، حتى يتم تخفيف العبء على العاملة ما يشعرها ذلك بالأمان وعدم التعدي على الأطفال، إضافة على ذلك توعيتهم بسرية تامة كيف يتم التصرف من قِبلهم في حال شعروا بالخطر معها وعدم الأمان في غياب الوالدين.