يعد مسجد قباء أحد أبرز المعالم الدينية والتاريخية التي يحرص الزائرون على زيارتها أثناء قدومهم للمدينة المنورة؛ لما له من قيمة تاريخية بارزة بوصفه أول مسجد أسسه النبي -صلى الله عليه وسلم-، حينما قدم للمدينة المنورة بعد الهجرة. ويقع المسجد في الجنوب الغربي للمدينة المنورة، حيث بنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأيام الأولى لهجرته إلى المدينة أول مسجد في تاريخ الإسلام في الجنوب الغربي من المدينةالمنورة، ويبعد المسجد مسافة 3.5 كيلومتر عن المسجد النبوي الشريف، ويبعد أيضا عن المسجد النبوي الشريف مقدار نصف ساعة بالمشي المعتدل، وقد حدثنا الرسول «صلى الله عليه وسلم» عن فضل الصلاة في مسجد قباء فى أكثر من حديث، فقال «صلى الله عليه وسلم» «الصلاة في مسجد قباء كعمرة». واهتم المسلمون بعمارة المسجد خلال العصور الماضية، فجدده عثمان بن عفان، ثم عمر بن عبدالعزيز في عهد الوليد بن عبدالملك، وتتابع الخلفاء من بعدهم على توسيعه وتجديد بنائه، وقام السلطان قايتباي بتوسعته، ثم تبعه السلطان العثماني محمود الثاني وابنه السلطان عبدالمجيد الأول، حتى كانت التوسعة الأخيرة في عهد الدولة السعودية، وقام الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود «يرحمه الله» بوضع حجر الأساس للتوسعة الأخيرة للمسجد في عام 1405، وانتهت أعمال التوسعة عام 1407، وبلغت مساحة المصلى وحده 5000 متر مربع، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع.