عام 1977 عائلة أفريقية مهاجرة تقطن شقة صغيرة متواضعة في مدينة ليليس، إحدى ضواحي باريس، تتكون من الزوج انطوان والزوجة مارليس والأبناء ديمتري وويلي. المشاكل اليومية تحاصر الأسرة بسبب حالة الفقر، حيث لا يوجد دخل ثابت خلال تلك الفترة، رزق الزوجان بمولود جديد اطلقوا عليه اسم تيري هنري، وكان واخويه مولعين بكرة القدم التي تعتبر وسيلة الترفيه الوحيدة المتاحة، وعلى مدى السنوات اللاحقة تطور الأمر حيث ظهرت الموهبة الاستثنائية لدى تيري بين اخوانه، حيث لعب مع فريق مدينة ليليس وهو في السابعة من العمر وتنقل لاحقا بين عدد من أندية الهواة قبل أن يستقر به الحال عندما بلغ الرابعة عشرة من العمر في أكاديمية كليرفونتين التابعة للاتحاد الفرنسي، هناك تطور بشكل كبير للغاية وجذب أنظار كاتالانو كشاف نادي موناكو الفرنسي ومدرب الفريق أرسين فينجر واللذين تعاقدا مع تيري عام 1994 وهو في السابعة عشرة من العمر، وفي نفس العام بدأ الغزال الأسمر التحليق في سماء النجومية، حيث لعب مع الفريق الأول قبل أن يقود منتخب فرنسا للشباب عام 1996 للقب بطولة أوروبا تحت 20 سنة ويخطف الدوري الفرنسي، وحقق اللقب الأغلى في مشواره حين حقق عام 1998 بطولة كأس العالم مع منتخب فرنسا والذي حقق معه لاحقا بطولة أوروبا عام 2000 وبطولة القارات عام 2003، وتألق هنري على صعيد الأندية حيث حقق عدة بطولات محلية وأوروبية مع أندية يوفينتوس الإيطالي وأرسنال الإنجليزي وبرشلونة الإسباني وريد بولز الأمريكي، ويعتبر أرسين فينجر هو الأب الروحي له، والهولندي الكبير فان باستن قدوته وأفضل لاعب لدرجة أنه يقلده في أسلوب اللعب وطريقة الإداء. كلمة أخيرة: تصل ثروته اليوم إلى 100 مليون دولار ويفتخر بمؤسسته الخيرية التي تمول المشاريع الرياضية والتعليمية وإلغاء العنصرية في أفريقيا.
