مع أن آلام الظهر والعمود الفقري هي من الأمراض الشائعة في العادة عند البالغين إلا أن هذه الأمراض أصبحت ملحوظة عند كثير من الأطفال، تؤكد ذلك العديد من الأبحاث الطبية في مختلف دول العالم ومنها منطقتنا، حيث تشير هذه الأبحاث إلى أن العديد من الأطفال دون سن (14) عاما يعانون آلام الظهر الناتجة عن حمل الحقيبة المدرسية التي تمتلئ بالكتب والدفاتر واللوازم المدرسية، ومما يجب ملاحظته بالنسبة لأوجاع الظهر عند هؤلاء الأطفال أن بعضها يمكن ملاحظته فورا بينما يظهر خطر البعض الآخر نتيجة ما يتسبب به من تشوهات في العمود الفقري قد يتضح أثرها متأخرا، وتؤكد بعض هذه الدراسات أن حمل الطفل حقيبة مدرسية يتجاوز وزنها (15%) من وزن جسمه الكلي لمدة خمس عشرة دقيقة في اليوم يؤدي بالتأكيد إلى إصابته بمشاكل في العمود الفقري بل والأطراف السفلية والرقبة أيضا. ولا شك أن الآباء والمربين يهمهم معرفة الوسائل التي يمكن أن تجنب أبناءهم الآثار السلبية لحمل الحقيبة المدرسية، خاصة ونحن نودع عاما دراسيا ثم نبدأ بعد فترة ليست طويلة بالاستعداد لعام دراسي جديد، ويكون من بين هذه الاستعدادات اختيار الحقيبة المدرسية المناسبة لأبنائنا.. صحيح أننا أمام ضرورة أن تحتوي الحقيبة المدرسية على كافة احتياجات أبنائنا ولكن طريقة اختيار الحقيبة وكذلك طريقة حملها ربما تساعدان على التخفيف من الآثار السلبية لحمل الحقيبة المدرسية على الأطفال، فعلى سبيل المثال ينبغي العناية عند اختيار الحقيبة أن تكون خفيفة الوزن وذات أحزمة عريضة مبطنة توضع على الكتف والخصر حتى يتم توزيع ثقل الحقيبة على الجسم، خاصة إذا عودنا الطفل أن يربطها على الكتفين وعلى الخصر، وفي داخل الحقيبة توضع الكتب الأثقل من جهة الظهر، كما ينبغي عدم وضع جميع الكتب داخل الحقيبة كل يوم كما يفعل البعض، بل الكتب الضرورية فقط حسب البرنامج اليومي للدروس.. كل ذلك من وجهة نظري نصائح ضرورية وهامة، لكن الأهم منها جميعا هو السعي الحثيث إلى التحول الرقمي بالمناهج والمقررات الدراسية والذي إن تم حاليا فهو يتم خجولا وبطيئا جدا ولا يساير التحول العالمي بهذا الاتجاه، حيث تطمح بعض الدول إن لم يكن قد حقق ذلك بعضها الآخر أن يذهب الطالب للمدرسة بجهازه اللوحي أو حتى ب Flashmemory فقط، ولعل ذلك لا يحل مشكلة الحقيبة المدرسية فقط، بل كثيرا من مشاكل التعليم المباشر دون التركيز على المهارات اللازم اكتسابها بعيدا عن التلقين، لتصبح العملية التربوية تعلما تفاعليا، الطالب فيه هو الطرف الأهم ومهارات التفكير العليا هي السمة الأغلب.. ومنها نضمن سلامة ظهور أبنائنا من ثقل الحقيبة.. وعقولهم من أثر التلقين.