أعرف أن الأمريكيين بشكل خاص، والغرب الأوروبي بشكل عام، يعانون من مشكلة التفكك الأسري، ومن عقوق الوالدين، وضعف صلة الرحم. ولهذا ابتكروا فكرة أن يكون للأم يوم يحتفون بها؛ لتذكير الأبناء بأمهاتهم، وما قدمنه لأبنائهن منذ لحظة حملهن، وبضرورة رد الجميل لهن ورعايتهن. تلك الفكرة، وجدت تجاوبًا عالميًا، وأصبحت معظم دول العالم تحتفي بهذا اليوم، وإن اختلفوا في تحديده. في العالم العربي اختاروا أن يكون يوم الأم هو (يوم 21 مارس) من كل عام، وهو اليوم الذي يصادف يوم غد الأربعاء. ومع أن معظم العرب، يحترمون أمهاتهم، ولا يتخلون عنهن، ويتشرفون برعاية الطاعنات منهن في السن، إلا أن هناك نوعًا من البشر الذين لا يعترفون بقيمة الأم، ولا بمكانتها عند رب العالمين. هؤلاء لا يقرأون كتاب الله، ولا يريدون سماع آياته العظيمة «وقضىٰ ربُك ألا تعبُدُوا إِلا إِياهُ وبِالوالِدينِ إِحسانا إِما يبلُغن عِندك الكِبر أحدُهُما أو كِلاهُما فلا تقُل لهُما أُفٍ ولا تنهرهُما وقُل لهُما قولا كرِيما، واخفِض لهُما جناح الذُلِ مِن الرحمةِ وقُل ربِ ارحمهُما كما ربيانِي صغِيرا». نوع آخر من البشر، تشغلهم الحياة، وتنسيهم واجباتهم تجاه أمهاتهم، فتأخذهم الدنيا، بعيدا عنهن، فإذا ما فقدوهن بكوهن وبكوا على الأيام التي ضاعت بعيدًا عنهن!. الأم هي الحياة، هي الروح، هي القلب، وهي الهواء والنور، هي التي يبدو كل شيء دونها، بلا قيمة أو معنى. وسواء كنتم من الأوفياء لأمهاتكم، أو ممن اشغلتكم الدنيا عنهن، أو ممن قست قلوبكم ونسيتم أن رضا الله من رضاهن، فإنكم مدعوون غدًا لتقديم هدية مهما كانت بسيطة أو رخيصة لأمهاتكم. وتأكدوا أن تلك الهدايا ستمنحهن سعادة لا توصف. فالأمهات لا يهمهن كم قيمة الهدية، بقدر ما يهمهن الشعور بقيمتهن عند ابنائهن. أرجوكم لا تنسوا أمهاتكم. ولكم تحياتي