قال «1» أحمد الفريدي في تصريحه التلفزيوني بعد مباراة الرائد: «إن سلمان المالك جاء في فترة حساسة ومن المفترض ألا يتلقى أي نقد فهو قدم عملا ضخما للنادي وحرص حرصا كبيرا وقدم من وقته وماله الكثير من أجل أن نحقق كأس الملك ووضع مكافآت مالية كبيرة... (مدح). .وألمح الفريدي لوجود مشكلات داخل ناديه تبعد تركيزه عن الملعب، موضحًا: هناك أمور كثيرة تضايقني داخل النادي، فعندما تأتي النادي ولا تجد راتبا فلا يمكن أن تقدم ما يرضي الجماهير، وأمور كثيرة أخرى لا مجال للحديث عنها الآن فمن الصعب التركيز في الملعب... (حقيقة)» «2» وبعد هذا التصريح الصريح جدا والواقعي عاقبه ناديه واعتبر تصريحه «تجاوزا» وقالت الإدارة: «قررت إدارة كرة القدم تطبيق اللائحة على أحمد الفريدي نظير ما بدر منه من تجاوز في اللقاء التلفزيوني الذي أجري معه بعد مباراة الرائد». فهل الحقيقة تجاوز، وهل الصراحة جريمة يعاقب عليها اللاعب؟ إذا كانت لائحة نادي النصر تعاقب كل من يكون صريحا فيجب معاقبة النادي على هذه اللائحة وتعديلها بشكل فوري. «3» ثم ما الذي قاله الفريدي حتى تتم معاقبته؟ هل تريدونه أن يكذب مثلا. أليس اللاعبون فعلا لم يستلموا مرتباتهم منذ مدة طويلة مما تسبب بأن يقدموا مستويات وننائج غير مرضية. ويبدو أن النادي يعج بمشكلات أخرى حيث قال الفريدي: إن أمورا أخرى تضايقني في النادي لا أودّ التحدث عنها. «4» دعوهم يخرجوا ما في قلوبهم... دعوا القلب يعمل مع اللسان... لا تكتبوا قاعدة «الكبت» في النادي، فالصراحة هي التي تكشف الأخطاء حتى يتم إصلاحها وتفاديها مستقبلا من أجل تحسين الصورة ويقظة الفريق الذي يحتاج لهزة عنيفة حتى يستيقظ من سباته الذي يعيش فيه. وإذا لم تكن الصراحة والوضوح وكشف الأخطاء حاضرة، فلن يستطيع النصر النهوض وتعديل مساره (المعوج) الذي يعيش فيه. «5» وإذا نظرنا إلى مستويات النصر ونتائجه في هذا الموسم نجد أنه خسر كل شيء بينما آخرون ينافسون على أشياء أخرى، وشتان بين النصر ومنافسه التقليدي مثلا (الهلال) حتى في أرقام الدوري. الهلال مثلا نافس في البداية على خمس بطولات ويتبقى له الآن اثنتان. أما النصر فقد نافس في البداية على أربع ولم يبق له شيء الآن. حتى في جدول ترتيب الدور فالهلال مثلا وفي خانة واحدة فقط فإن الفارق الآن بين الهلال والنصر هو 15 نقطة وهذا فارق كبير،!! «6» الواقع النصراوي يؤكد أنه في تراجع مخيف ولابد للنصراويين أن يبحثوا عن الحقيقة والأسباب التي أدت لهذا التراجع. ولعل من أهم الأسباب على هذا التراجع هو ما صرح به الفريدي. وكان الأجدى لإدارة النصر أن تستمع للاعبيها وخاصة الصرحاء منهم والمهمين والذين يملكون الخبرة والمقدرة على كشف الأسباب وتهمهم مصلحة الفريق لا أن تعاقبهم لأنهم قالوا الحقيقة ومدحوا!! «7» أيها النصراويون... حاسبوهم... ثم حاسبوهم!!